ملك السعودية في ضيافة بريطانيا الصليبية ......

ملك السعودية في ضيافة بريطانيا الصليبية ......

03/11/2007

عساسي عبدالحميد
وصفت الصحف البريطانية زيارة الملك الوهابي عبد الله للعاصمة لندن بالمهمة و التاريخية وأمطرته وسائل الإعلام المحلية بوابل من السجايا و الخصال ووصفته بحسن التبصر و الكياسة في تدبر الأمور وأنه قائد حكيم جدير بالحفاوة و حسن الاستماع !!!
كما عبر الرسميون البريطانيون عن دور المملكة الإقليمي في استتباب الأمن نظرا لوزنها الديني و الاقتصادي و التاريخي .....
الإعلام البريطاني لم يكن خاطئا ، بل كان محقا في وصفه ، فالمفطوم على حليب الوهابية الصافي و الغدر البدوي الأصيل يتسم دائما بحسن التبصر والحس الغادر و يكون ذكيا منافقا مراوغا اتجاه من وصفهم رب العزة بالمغضوب بالكفرة الفجرة الذين يجب قتالهم و الجهاد فيهم إن توفرت الفرصة و سمحت بذلك الظروف ، فحسب التراث الوهابي الذي لم يعد يخفى على أحد فإن تمكن المسلمون من الاستقواء عسكريا و اقتصاديا فإن التقاعس على قتال غير المسلم يهز عرش الله ويغضب الذات الإلهية ، أما في ظل الظروف الصعبة الراهنة التي تعيشها الأمة فلا بأس من ابتسامة دافئة من طرف الملك الوهابي تعطي الأمان لأعداء الله، و لا بأس من مجاملات و كلمات إطراء تجعل الأخر يحس بأن آل سعود يحملون فكرا نيرا إنسانيا و أنهم من دعاة الانفتاح والحوار والتغيير .
التصريح الرسمي لرئيس الوزراء وملكة بريطانيا بأن للكيان السعودي وزن اقتصادي و ديني و تاريخي تصريح صحيح هو الآخر، فعصابة آل سعود تمتلك أكبر احتياطي للنفط في العالم و تحتضن أهم المقدسات الدينية التاريخية التي استطاع بني وهاب استغلالها سياحيا فجلبت لهم الثراء لكونها تشكل موردا ماليا هاما اغتنى منه أمراء العائلة الحاكمة على حساب أمة المليار و نصف المليار ..كل هذه الثروات بما فيها عائدات النفط ومواسم الحج و العمرة التي يستحوذ عليها أمراء بني وهاب جعل الإرهاب يعتمد عليها كمصدر لاستمراره و اتساعه وتطور أدائه تحت غطاء الدين و بتزكية من نصوص علماء مكة ...
قد يتقن الملك ابتسامة دافئة خادعة، لكن هذا لا يمنع طويل العمر من التقنع بقناع التقية الذي يخفي الوجه الوهابي القح ...
قد يعانقك شيخ أو أمير وهابي ويرسم قبلة حارة على خدك لكنه يخفي خنجره المسموم تحت عباءته ..قد يدلي حكام السعودية بتصريح يدين الإرهاب و يدعو لحوار الحضارات لكنه كلام تفرضه المرحلة فقط وقد تتبدل اللهجة إن اشتد العود و قويت الشوكة ...
الملك عبد الله هو حفيد آل سعود أشرس و أقبح و أفض القبائل التي تحالفت مع المرجع الكبير للوهابية محمد بن عبد الوهاب فيتمت الأطفال و رملت النساء و كفرت الشيعة وجعلت العالم ينقسم إلى قسمين دار الإيمان و دار الكفر التي يجب غزوها متى سمحت الظروف و استعباد شعوبها..محمد بن عبد الوهاب مدرسة قائمة بذاتها تخرج منها أشهر و أخطر القتلة و العنصريين من طينة ابن باز و الفوزان و اللحيدان و بلادن و الظواهري و فرسان غزوة مانهاتن التسعة عشر ....

زيارة طويل العمر كانت ناجحة بالنسبة للإنجليز وفاشلة بالنسبة للملك الراغب في تجميل صورة كيانه كما يجمل و جهه و يصبغ لحيته وشاربيه بالطلاء الأسود ليخفي قبحه ...
فالكيان السعودي من أكبر مستوردي السلع من بريطانيا خاصة السلاح التي تعد صفقاته بالملايير و تعتبر فرصة لبعض أفراد الأسرة الحاكمة المنتفعين للاستفادة من عمولات الصفقات ، ولعل أشهرها صفقة زرقاء اليمامة التي فضحت ابن ولي العهد الوهابي بندر بن سلطان و التي أظهرت فضائح أخرى لها علاقة باستغلال النفوذ و سرقة المال العام .

(نقلا عن الحوار المتمدن)

العمله لها وجهين