اغضبوا ولا تخطئوا
هل عبارة "اغضبوا ولا تخطئوا" (مز4) هي تصريح لنا بالغضب؟
وهل كذلك عبارة "أعطوا مكاناً للغضب" (رو12: 19)؟
يقول قداسة البابا شنوده الثالث
يقول الكتاب "إن غضب الإنسان لا يصنع بر الله" (يع1: 20). ويقول أيضاً "الغضب يستقر في حضن الجهال" (جا7: 9). ويقول "لا تستصحب غضوباً، ومع رجل ساخط لا تجيء"
(أم22: 24)
أما عبارة "اغضبوا ولا تخطئوا" فقد فسرها الآباء بمعنيين:
إما الغضب المقدس من أجل الله، بحيث يكون بطريقة روحية لا خطأ فيها. أي يكون غضباً مقدساً في هدفه، وفي طريقته أيضاً.
وإما أن يغضب الإنسان على النقائص الموجودة في نفسه، وما اقترفه من خطايا، فغضبه هذا على نفسه، لا يجعله لا يخطئ في المستقبل.
أما قول الرسول "لا تنتقموا لأنفسكم أيها الأحباء، بل أعطوا مكاناً للغضب" فالمقصود بها طبعاً هو إعطاء مكان للغضب لكي ينصرف، وليس إعطاءه مكاناً داخل الإنسان ليستقر
أي لا تكبتوا الغضب داخلكم، فيتحول إلى حقد ورغبة في الانتقام، بل أفسحوا له مجالاً لينصرف