لا تتراخى ولا تتهاون فإن الذين تراخوا وتهاونوا وتكاسلوا ، وصلوا إلى الاستهتار واللامبالاة بعد حين(البابا شنوده الثالث )
شابان ملتهبان بالروح
روى شاب أمريكي هذه القصة الواقعية : إلتهب قلب شاب صغير بمحبة الله، وإذ كانت له موهبة العزف بالموسيقي كرس هذه الموهبة للخدمة. كان يعزف في اجتماع الشباب وكان قلبه متهللاً بحب الله. وفي نفس الوقت وجدت شابة صغيرة في ذات الاجتماع، وكان قلبها ملتهبا بالغيرة في الشهادة لله مخلص البشر والبحث عن النفوس التائهة التي لا تختبر عذوبة الحياة الجديدة المقامة إلتقي الشاب بالشابة وإذ كان كلاهما يرغبان في الخدمة تحدثا معًا فوجدًا أفكارًا مشتركة واتجاهات في الحياة متقابلة معًا. شعرا بنوع من الانسجام الفكري، بعد شهورٍ تحولت إلي عاطفة قوية. ظنا أنهما إن تزوجا يصيران أسعد عروسين ، نسي كل منهما أنهما قد سبقا الزمن المحدد، ولم يدركا حاجة كل منهما إلى الانشغال في هذه الفترة الحرجة بالأعماق الداخلية ، سحبت العاطفة قلبيهما وشجعا بعضهما البعض علي الخدمة، لكن سرعان ما انشغل كل منهما بالآخر ففترت حياتهما تدريجيًا وفقدا هدفهما، واحتلت العاطفة البشرية مركز القيادة دون تقديس. فقد احتل كل منهما موضع الله في قلب الآخر، نسي كل منهما نعمة "الانفراد “Singleness في هذه الفترة المبكرة من الحياة حتى يكتشف أعماقه ويتقبل من الروح القدس نضوجه الروحي والفكري والعاطفي والاجتماعي. كان كل منهما يظن انه في حاجة إلي الآخر ليملأ فراغ قلبه وعواطفه، ولم يدرك أن هذا يحرمه من التقائه الحق مع أعماقه.
V V V
جئت إلينا في ملء الزمان لخلاصنا،
حتى ندرك أن لكل مرحلةٍ ملء زمان.
يعتز الأطفال بزمن الطفولة العذبة
ويعتز الصبي والشاب الصغير بانفراده ليدرك أعماقه.
ويعتز الخطيبين بفترة الخطوبة المقدسة.
V V V
من كتاب أبونا ( تـادرس يعقـوب ملطـى )