في قلبك
طُلب إلى قسيس، بأن يشترك في أحد اجتماعات علماء دين، فرفض الاشتراك في البحوث والمناقشات، لأنه لم يعرف سوى أسرار ومبادئ دينه الخاص. إنما بعدما ألحوا عليه مراراً، وافق بمجيئه مصلياً في قلبه أن يرشده روح الرب. فذهب بالإيمان مطمئناً إلى هذا التجمع.
وعندما وصل مكان الاجتماع، فزع عندما رأى حوالي الألفي شخص، مجتمعين حول عدد وافر من العلماء، في ملابس وعمائم رسمية، وجميعهم متفرسين به. وبعدما سألوه عن رأيه في عقائدهم وطقوسهم المختلفة ولم يقدر أن يجاوب الكثير، سألوه أخيراً »فماذا عندك أن تقدم لنا من دينك لنبحث فيه؟« فجاوبهم بسرور: »الله القدوس قد غفر لي كل ذنوبي بالرب يسوع المسيح وبواسطته أصبحت باراً متبرراً ومتحرراً من عيوبي، ولا أخاف من الدينونة الأخيرة لأن خلاصي قد تم«. عندئذ استنكر العلماء قوله وصرخوا قائلين: »مستحيل، أعوذ بالله، ليس من إنسان يعلم مسبقاً ماذا سيحدث في يوم الدين، وما هو الحكم الإلهي على سيرة حياته، وما هي نتيجة الحساب. فنحن نعتبر من يقول »مغفورة لي خطاياي« مجدفاً مارقاً من المغالبين«.
عندئذ، جاوبهم القسيس بصوت قوي وثابت: »أنتم سألتموني عن رأيي بنسبة المسائل الدينية الفلسفية، ولم أقدر إلا أن أجاوبكم قليلاً، أما الآن فإني أقول لكم بصراحة إن أحكامكم وأنظمتكم وصلواتكم الروتينية وطقوسكم، لا ولن تجلب سلاماً حقيقياً إلى قلوبكم، ولا تمنحكم يقين الغفران في أذهانكم. أنا متيقن وأشهد مسروراً أن الله يحبني وقد غفر جميع ذنوبي في المسيح يسوع. هذا البر لا يقدر إنسان ولا شيطان، أن يسلبه مني. أنا غني في بساطتي، أما أنتم ففقراء في غناكم الموهوم«.
أيها الأخ العزيز، هل تيقنت في قلبك أن الله قد خلصك؟ أنه مستعد أن يمنحك روحه القدوس، ليشهد روحه لروحك أنك أصبحت من أولاد الله. أن الله الأزلي قبلك كما أنت وطهرك وأحياك وقدسك أيضاً ومنحك سلاماً أبدياً في ضميرك. هذا هو اختيار كل الذين قد نالوا الخلاص، أنهم تيقنوا من محبة الله اللامتغيرة. وإن لم تكن قد حصلت علىهذا اليقين بعد فاطلب إلى الله بكل خشوع وثقة أن يسكب من روحه القدوس فيك، ليمكث معك فتدرك حقيقة خلاصك وتطمئن اطمئناناً وتذهب في طريقك مسروراً.
كل من يحب المسيح يشبه أعمى قد أبصر ورأى في المصلوب الباب المؤدي إلى الله. وهذا الباب مفتوح على مصراعيه والمسيح هو بنفس الوقت ينبوع الحياة الأبدية نستلم منه القوة لإنساننا الباطن لنتغير عن سيرتنا القديمة. فلأجل غفران الخطايا يدخل روح الله فيك ويجدد جميع نواحي حياتك. فآمن بالمخلص يسوع تحيا الحياة التي تستحق أن تدعى حياة إلى الأبد.