[size=18]لقد أنطلقت صرخة أستغاثة منبعثه من قلب الموج على مسافة بعيدة من الشاطئ، وما أذكره أن الأرض انشقت عن عشرات الرجال الذين قفزوا في الماء،و سبح بعضهم بكامل الثياب فى أتجاه الغريق0 و زاغ بصري بين جسد الغريق الذي أخذ يطفو و يخبو ، وأجساد الأبطال الذين أخفقت جهودهم في أنقاذه! اذ كان الرجل يجذبهم اليه بقوة، ويكاد يغرقهم معه! و لقد تملكتنى الدهشه عندما أكتشفت أنه كان هناك عامل أنقاذ يجلس فوق منصة قريبة، يرقب الموقف كله بتحفز شديد ، دون أن يندفع الى الماء ، مع أن هذا هو صميم عمله ، وهو أكثر دراية به من كل المتطوعين!و قبل أن أذهب اليه لألومه تقاعسه، و استحثه على العمل ،اذا به يندفع في الماء كالسهم ،وفي لحظات خاطفة، يعود حاملا الغريق الى البر، و يقوم بأسعافه! وأدهشنى موقف الرجل لماذا يتوانى، فيثير قلقنا، وهو قادر على الاسراع ؟ و لكن الرجل فسر لنا موقفه فقال: لقد كنت أنتظر اللحظة المناسبة، حين تخمد قوة الغريق ، و يستسلم لمصيره، ويستسلم لمصيره، فكيف عن محاولة انقاذ نفسه، حينئذ أسرع اليه قبل أن يبتلعه الموج؛ فأحمله سالما0 ان محاوله انقاذه وهو لا يزال يضرب الماء ، تجربة فاشلة، مصيرها الهلاك0وعندما يعلم الغريق أنه لا فائدة من محاولاته ،ويعترف بأنه مائت لا محالة، حينئذ تمتد يد الله اليه لتفتدي نفسه لا على أساس استحقاقه للغفران والنجاة، بل على أساس روحى ، هو رحمة الله المجانية التى يعطيها لمن يلجأ معترفا بعدم استحقاقه، و الذي يتخلى عن أحساسه ببره الشخصى، و يطلب تبرير الله المجانى0 [/size]