روحان حللتا بدنا

اصدقائي الاعزاء هذه المقالة نشرت ببريد الجمعة يوم 9 مايو 2008 للاستاذ حليم فريد تادرس وقد قراتها عدة مرات واحب ان تشاركوني قراءتها واذ انشرها في قسم الشعر والادب بدلا من ركن الاجتماعيات فذلك لانها في نظري قصيدة رائعة ومن اروع قصائد الحب والوفاء التي قراتها , وينطبق عليها قول الكتاب المقدس "اذ ليس بعد اثنين بل جسد واحد" . وهي انشودة حب ياليت من يقراها يتامل في معاني الحب في اسمي وارقي صوره سواء للمقبلين علي الزواج او المتزوجين واقول للجميع ياليتكم تعبرون عن محبتكم لشركاء حياتكم قبل فوات الاوان وانتظر تعليقاتكم


روحان حللتا بدنا
هزتني من الاعماق رسالة " منحة المحنة" التي تحدث فيها كاتبها الدبلوماسي بالخير كل الخير عن والده رحمه الله وماخلفته محنة وفاته من منح معنوية ومنظومة من القيم الدينية والاخلاقية التي رباه عليها.
واذا كان الشجي يبعث الشجي فان رسالة منحة المحنة لم تذكرني بالمرحومة زوجتي ,لانها في حياتها ومماتها هي الوجود الحي في كياني وحاضره في عقلي ووجداني, لم يغب طيفها عني لحظة واحدة او طرفة عين منذ ان تحول البيت بعد رحيلها الي " مسكن" تشعر فيه النفس بالسكينة الي " منزل" – من نزل تضم النون- اي فندق انزل فيه ومتحف يجمع صورها, واشيائها فلا يخلو حائط وجدار او ركن بالمنزل من صورها الفوتوغرافية, صور حفل خطوبتنا ,وصور حفل زفافنا ,وصور المناسبات والرحلات ,واعياد ميلادها ,واعياد زواجنا عيدا بعد عيد وعاما بعد عام علي مدي نصف قرن من الزمان الا قليلا هي عمر زواجنا, تراها بعد فواتها معلقة علي حوائط وجدران البيت او تحتل ركنا من اركانه فوق منضدة والي جوارها باقة ورد, ودولاب تحف تجمع علي رفوفه الزجاجية اشياءها: حليها ومجوهراتها, ودبلة الخطوبة تحمل اسمي, وساعة يدها الذهبيية, الثمينة وحقيبة يدها, ومناديلها ,وادوات مكياجها, وامشاطها, وزجاجة عطرها, وبطاقة تحقيق شخصيتها وبطاقة عضويتها بجمعية الهلال الاحمر ,وبطاقة عضوية في نادي المحروسة بمدينة الاسكندرية, وعدد جريدة الاهرام الذي جاء فيه نعيها ,وماتخلف بعد رحيلها من ادوية علاجها , وكذب موتها حكمة قديمة تقول " كل شئ يولد صغيرا ثم يكبر الا الحزن يولد كبيرا ثم يصغر , فحزني علي فراقها الابدي ولد كبيرا ويكبر مع الايام دون ان يشيخ او يتحلل.
كنا " روحان حللنا بدنا" كما يقول المتصوفة وكانت – رحمها الله – كالشمعة المضيئة في المكان المقدس والكل الذي يحتويني, ومركز الدائرة ضاقت او اتسعت وفيها ومعها يزيد مجموع 1+1=2 علي الاثنين , اجادت الغرس وغنمت اطيب الثمرعلما وخلقا وتدينا واستفامة, وكان منهم الطبيب والطبيبة والمهندس , ولم تسء الي احد , لماحة تفهمك قبل ان تتكلم , وتعرف ماتريد قبل ان تريد ,ومتي تتكلم ومتي ينوب الصمت عن الكلام ,وشكها منهجي مؤقت ويقينها واضح لاريب فيه, جميلة كالوردة بلا اشواك, تضحك دون ان تضحك وفيها من الجاذبية مافي جزيرة المغناطيس التي تحدثت عنها " الف ليلة وليلة" اذا اقتربت منها السفن سحبت مساميرها التي تربط اجزاءها, فتصير الواحا خشبية مفككة تجالسها وتستمع اليها وتتحدث معها , فيعمل قانون تداعي المعاني عمله ويستدعي الي الذاكرة انطونيو وقيصر حين وقعا في هوي كليوباترا قبل عشرين قرنا من الزمان, واختلفا حول حقيقة جمال الملكة وسر جاذبيتها , هل هو جمال الوجه او الجسم او القوام ام جمال العقل وفتنة الانوثة الطاغية ام صفاء الروح وحدة الذكاء ام سحر المنطق وقوة الشخصية وتعجب كيف استحال ذلك الي رفات وتراب في تراب.
انها الزوجة والحبيبة والصديقة ورفيقة الدرب انتقلت الي رحاب الله قبل اربع سنوات واخذت معها الشمس والقمر وكل مصادر الاضاءة والحياة وكل مفاتيح السعادة والهناء وتركتني في عتمة شاملة , اعاني من متاعب الشيخوخة وسجون الوقت.
ضربها مرض القلب قبل وفاتها بخمس سنوات وطفت بها علي كبار اطباء الفلب وكلما سالتها عن حالها تشير الي صدرها وتقول " الدينامو تعبان" واراها في عامها الاخير كالشمعة تنطفئ بالتدريج , وذات صباح اسود كئيب وساعة الحائط تدق السابعة تلاشت الشمعة ثم انطفات مالت براسها علي كتفي كسنبلة قمح تميل علي ساقها وفي هدوء انتقلت الروح الي خالقها , واصبحت طيفا يروح وطيفا يجئ وطيفا في القلب قد وقر.
فمن بعدها يؤنس زحدتي ويرد غربتي ومن بعدها يسدد خطواتي ويغفر لي ذلاتي ويشاركني في اهتماماتي ومن غيرها اقرا عليها صفحاتي فتشير علي بالحذف او الاضافة او باستبدال كلمة باخري, وتزهو وتنتشي حين حين تقرا اسمي وتري صورتي علي راس مقال لي في صحيفة او مجلة , او تقرا اسمي مطبوعا علي كتاب مدرس ,. ومن سواها يدبر حالي ويحفظ لي مالي واموالي, وتعد لي طعامي وفراشي وترتب اوراقي وخزانة كتبي وادراج مكتبي ودولاب ملابسي, وتعد لي ملابس الخروج وتختار ربطة العنق , وتودعني صباح كل يوم علي باب البيت وتترقب عودتي, ومن غيرها يجمع الابناء والزوجات والاحفاد مساء الخميس الاول من كل شهر حول مائدة العشاء وتقدم لهم بيدها السخية مايحبون من طعام وفطائر وحلوي من صنع يديها, وتوزع ابتساماتها الحانية علي جميعهم بالتساوي, والشاطر منهم من يسبق غيره بقوله " تسلم ايدك يماما او ياتيتة".
ازور قبرها مرة كل شهر حاملا اليها باقة من الورود والزهور التي تحبها , وشمعة اشعلها فوق قبرها, وادق بيدي باب القبر عسي ان تقوم وينفتح وحين يدركني الياس, احكي لرفاتهااحداث الشهر يوما بيوم,. ماذا اكلت وقرات وكتبت ومن في البيت استقبلت والي اين خرجت ومتي عدت, وفيما افكر وفكرت , واذكرها بايامنا الحلوة واحتفالنا الاسبوعي مساء كل احد, وانقل اليها اخبار الابناء والاحفاد , وحين تصل الشمعة الموقدة فوق قبرها الي نهايتها وتنطفئ احاول ان اخلع نفسي امام قبرها فلا انخلع .
وكل زيارة مني الي قبرهل تستدعي صورة كانت مرسومة بيد فنان في احد الاديرة بمدينة افنيون تمثل امراة ميتة ملفوفة باكفانها وقد صففت شعرها والدود يقرض امعائها وتحت الصورة جاءت هذه السطور:
كنت ذات يوم اجمل النساء
وجعلني الموت عل هذه الحال
وكان جسمي بالغ النضارة والنعومة
اما الان فقد تحول الي رفات
كنت اعيش في قصير منيف
وها انا اسكن هذا النعش الصغير
وكانت غرفتي محلاة بالستائر الحريرية المطرزة بالورود
والان تحيط قبري خيوط العنكبوت

حليم فريد تادرس
عضو الجمعية الفلسفية المصرية

[/size]
/color]

شكرااااااااا مينا

علي مرورك وتشجيعك

الله .... بجد رائع جدا جدا جدا

مرسي لكي ميس هابي

السطور دى جميلة اوى

ربنا يعوضك والي مزيد من التقدم

ومرسي علي تعبك

[]شكرااااااااا فيرينااا حبيبتي
ربنا يباركك
ويوفقك في كل امور حياتك

اللــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه

هـــــــــــــــــــــــــابي

جميله اوي

متشكرين عي المجهود الرائع ده


ربنا يبارك حياتك


يكون معاكي مايكون عليكي

صلوات كل القديسن تكون معاكي هابي

وكل اولادك

ببركه امنا العدرا

تكون معاهم في عملهم وحياتهم