+ قال الأنبا أرسانيوس ( معلم أولاد الملوك ) " "
حدث مرة أن جاء أخ غريب إلى الإسقيط ليبصر الأنبا أرسانيوس ، فأتى إلى الكنيسة وطلب من الإكليروس أن يروه له ، فقالوا له : « كُلْ كِسرة خبز وبعد ذلك تبصره ».
فقال: « لن أتذوق شيئاً حتى أبصره ». فأرسلوا معه أخاً ليرشده إليه لأن قلايته كانت بعيدةً جداً. فلما قرع الباب فتح له فدخل وصليا وجلسا صامتين.
فقال الأخ الذي من الكنيسة: « أنا منصرف فصلِّيا من أجلي ». أما الأخ الغريب لما لم يجد له دالةً عند الشيخِ قال: « وأنا منصرف معك كذلك ». فخرجا معا ً.
فطلب إليه أن يمضي به إلى قلاية الأنبا موسى الأسود الذي كان أولاً لصاً. فلما أتى إليه قبله بفرحٍ ونيح غربته وصرفه . فقال له الأخ الذي أرشده: « ها قد أريتك اليوناني والمصري، فمن من الاثنين أرضاك »؟
أجابه قائلاً: « أما أنا فأقول إن المصري قد أرضاني ».
فلما سمع أحد الإخوة ذلك صلَّى إلى الله قائلاً: « يا رب اكشف لي هذا الأمر، فإن قوماً يهربون من الناسِ من أجلِ اسمك ، وقوماً يقبلونهم من أجلِ اسمك أيضاً. وألح في الصلاة والطلبة ، فتراءت له سفينتان عظيمتان في لُجة البحرِ. ورأى في إحداهما أنبا أرسانيوس وهو يسير سيراً هادئاً وروح الله معه. ورأى في الأخرى أنبا موسى وملائكةُ الله معه وهم يطعمونه شهد العسلِ .
التأمل:
+ نحن بالفعل نحتاج فى عالمنا لهذين النوعين ...
النوع الهادى العابد الصامت المتأمل الروحانى الذى يصلى عنا وعن كل العالم
ونحتاج أيضا النوع المضياف المحب الذى يسمع لنا ويرشدنا فى طريق جهادنا الروحى
ولكنك لا تعرف أيهما أفضل ...
هل الأفضل هو الذى أنحل من الكل ليرتبط بالواحد
ام الذى يحيط بالأخرين ليرشد ويشرح ويفسر
فالأثنين مكملين لبعضهم البعض وإن كان كل منهما له مزاياه وله من يعجب به وبطريقته .
كثيرا ما تكلمت وندمت ، واما عن السكوت فما ندمت قط (الأنبا أرسانيوس معلم أولاد الملوك)