شفاء المشاعر الجريحة
لمست في تعاملي مع الشباب ان كثير منهم
يمر بحالات من الضيق والتذمر وعدم قبول الواقع نتيجة ظروف الحياة
مما يجعل الشاب يشعر بالاكتئاب
ويستسلم له ويعيش حياته يعاني فاقدا للرجاء
لذلك فقد اخترت القاء الضوء
علي بعض مسبباته وعلاجه
مع تمنياتي للجميع بقلب مملوء بالفرح والسلام والرجاء
حقائق وخرافات بشان الاكتئاب
" لماذا انت منحنية يانفسي ولماذا تئنين في ارتجي الله لاني بعد احمده لاجل خلاص وجهه يا الهي نفسي منحنية في .... غمر ينادي غمرا عند صوت ميازيبك. كل تياراتك ولججك طمت علي...........
صارت لي دموعي خبزا نهارا وليلا اذ قيل كل يوم اين الهك" ( مزمور 5:42-3,7).
الاكتئاب هو اختبار شائع بين المؤمنين المسيحيين ربما تسال كيف يكون هذا؟ مسيحي ومكتئب؟ حتي الكلمتان متنافرتان ربما تقول اذا كان الانسان مؤمنا يستحيل ان يصاب بحالة من الاكتئاب ومن الطبيعي انه عندما يعاني المسيحي المؤمن من الاكتئاب فهناك خطا ما او دليل علي وجود خطية في حياة المرء.
ربما يظهر كا هذا جيدا جدا وعاديا لكنه لايتفق مع الكتاب المقدس ولاتؤيده اختبارات المؤمنين المسيحيين ولا حقائق علم النفس.
المؤمنين يعتريهم الاكتئاب:
هل قرات مؤخرا بعض المزامير التي كتبها داود؟
" لماذا انت منحنية يانفسي" ( مز 42:5)
" يا الهي نفسي منحنية داخلي " ( مز 42:6)
" لماذا انت منحنية ........ ترجي الله لاني بعد احمده خلاص وجهي والهي"( مز 43:5)
او هل سمعت ماقاله ايليا: " يارب خذ نفسي مني " (1 مل 19: 4)
او يونان " يارب خذ نفسي مني لان موتي خير من حياتي " ( يونان 4:3)
او ايوب " ليته هلك اليوم الذي ولدت فيه"( ايوب 3:3)
او هل سمعت كلمات الرب يسوع في البستان حين كان يخوض الجهاد الاليم وهو يصلي: " نفسي حزينة جدا حتي الموت"
اتستطيع ان تاتي بوصف للاكتئاب افضل؟ اكتئاب يياس معه الانسان حتي من الحياة؟
ظاهرة اخري للاكتئاب وهي الدموع يقول صاحب المزمور " صارت لي دموعي خبزا نهارا وليلا " ( مز 42:3) وهذ تعبير سيكولوجي مدهش بدقته. فكثيرا ماينتج عن الاكتئاب فقدان للشهية وتبدا تقتات الدموع عوضا عن الطعام.
ان الكتاب المقدس اكثر واقعية وارحم بنا من بعض المؤمنين المسيحيين الذين يستنكرون وجود مؤمن مكتئب كما ان سير القديسين تؤيد ذلك.
نعم علي المرء ان يعترف بوجود الاكتئاب قبل البدء بمعالجته لان بانكاره يضيف الشعور بالذنب الي الاكتئاب وهكذا تتضاعف المشكلة.
فليس من الضروري ان يكون الاكتئاب دليلا علي الفشل الروحي ففي الكتاب المقدس نجد ان اعظم حالات الاكتئاب كانت نتيجة الشعور بالخذلان بعد احراز نجاح روحي عظيم وهذا واضح في حياة ايليا بعد انتصاره علي انبياء البعل علي جبل الكرمل نراه جالسا تحت رتمة طالبا الموت لنفسه كذلك ابراهيم اجتاز اختبارا مماثلا (تكوين 15) يختبره الكثيرين منا.
الاكتئاب والشعور بالذنب:من الاكتئاب ماهو ناتج عن الشعور بالذنب من جراء خطية واضحة كالعصيان وارتكاب الاثم ولكن ليس بالضرورة كل اكتئاب ناتج عن الخطية لان جذور الاكتئاب عميقة ومعقدة شانها شان الام الطفولة وندوبها التي يحملها بعض الناس معهم الي سن الرشد.
ا
لاكتئاب والشخصية:يرتبط الاكتئاب ببناء الشخصية والبنية الطبيعية وكيمياء الجسم ووظائف الغدد والنماذج والمفاهيم النفسية سواء المتعلقة بالافكار او بالمشاعر. فبحسب الطبيعة والمزاج يكون بعض الناس عصبيين قلقين يخافون بسهولة اذ هم مفرطو الحساسية. ويحاول ابليس دائما ان يحول الاكتئاب المزاجي الي اكتئاب روحي وهو دائما يرغب في تحويل الاكتئاب النفسي الي هزيمة روحية . اتعلم كيف يريد الشيطان ان يتغلب عليك؟
قبولك لشخصيتك المتفردة:اني احثك علي قبول هويتك الشخصية والاعتراف بمزاجك الشخصي وتوقف عن محاربته كانه عدو لك وتعود ان تتقبله كعطية من الله. وليس معني ذلك ان تجعل مزاجك يتحكم بك بل دع الله يعمل في حياتك واشكره لاجل التجربة فتتحول الي بركة .
فتذكر دائما ان محبة الله ليست مرتكزة علي مشاعرك ولا اعمالك ولا علي محبتك له ايضا, بل ان محبته مؤسسة علي امانته. " مراحمه لاتزول. هي جديدة في كل صباح. كثيرة امانتك . نصيبي هو الرب ...... من اجل ذلك ارجوه" ( مراثي ارميا 3:22-24).
" ولكن لنا هذا الكنز في اوان خزفية ليكون فضل القوة لله لا منا . مكتئبين في كل شئ لكن غير يائسين مضطهدين لكن غير متروكين مطروحين لكن غير هالكين.
لذلك لانفشل بل وان كان انساننا الخارج يفني فالداخل يتجدد يوما فيوما" (2 كورنثوس 4:7-9, 16)
اقتباس من كتاب شفاء المشاعر الجريحة للدكتور ديفيد سيماندز
موضوع: شفاء المشاعر الجريحة ( الاكتئاب) 
الأحد يونيو 08, 2008 9:18 pm
