ضغوط الحياة كثيـرة ؟ ليس لديكِ الوقت لشىء ؟؟ ومــــــــاذا بعد ؟! :: + ::
ما سر تجمد مشاعرنا والتبلد الذي اصابنا حتى اصبحنا نرى ونسمع مشاكل غيرنا دون ان تهتز مشاعرنا . فقط نتفرج دون ان تتأثر جوارحنا وكأن كل منا يعيش فى كوكب آخر ؟ بشر ضاقت بهم الأرض بما رحبت وليس لهم وسيلة للهروب من واقعهم المر التعيس الذي يعيشونه إلا بالسعي وراء الماديات او الشكليات ؟؟ بشر لا يتحركون الا لمصلحتهم ولأنفسهم فقط وعندما يحين الوقت لمساعدة غيرهم لا تجدهم الا وهم يتحججون بالمشاغل والظروف و ضيق الوقت ؟؟!
ضغوط الحياة كثيـره
ضغوط الحياة كثيرة ؟؟
نعم .. قد تكون بسبب ظروف عائلية او حسية و عاطفية او وظيفية او اجتماعية او مادية او صحية او جسدية او او او او !! ويختلف احساس وتقبل كل منا لهذة الضغوط حسب تركيبته وتربيته وثقافته وغيرها من العوامل , وأي كائن يمكنه أن يتحمل جهازه الهضمي والعصبي والمناعي كل تلك الضغوط دون ان يشكون او يتألم او يعاني او يتذمر او يتأفف ! خاصة أن الضغوط قد بدأت تصيبنا بزلزال يدمر نفوسنا ومازالت توابعه تأتي على صحتنا وراحتنا ..
انه العصر الحديث اخواتي الذي نجري وراءه بأنفاس متهدجه ولا نجد الوقت للتأمل او للإسترخاء فيه , نبحث عن انفسنا داخل هذا العالم فلا نجدها ؟ فكل ما حولنا من صراخ وضجيج , من تنديد واستنكار , افقدنا التواصل مع الآخرين وغابت اللمسة الرقيقة والكلمة الحانية وتغيرت النفوس وتبدلت الأحوال , فلا وقت لدينا ,
الكل مهموم ,
الكل مشغول ,
الكل مضغوط ,
الكل متأفف ,الكل قلق !
حتى اصبح كلامنا وعزائمنا وتهنئتنا وسؤالنا من خلال بضع كلمات نكتبها فى عجالة من أمرنا على الجوال و نرسلها فى ثوانِ , حتى انعدمت روح العاطفة لدينا وباتت مشاعرنا جــــــــــافة بلا معنى او هدف .
إتسعت الفجوة بين أقوالنا وأفعالنا , خاصة اننا شعوب تتكلم كثيرا ونفعل العكس ,, عكس ما نقول او لا نفعل شىء ! وذلك لأن طريقة تفكيرنا كما هى , لم تتغير , الذي تغير فقط الآلية اما المضمون فللاسف ثابــــــــت .
إن احساسنا بالضغط إدانه واضحة لأنفسنا فنشعر بأن فى اعماقنا أخطاء لابد ان نصححها , أن هناك نقص يجب ان نستكمله ,, اذن ليس من الجميل ان يسألك احد اين انتي ؟؟ فتقولي لها عذرا ان مضغوطة , انا مشغوله ,, ليس لدي وقت لعمل اى شىء او للسؤال على اي احد !! .
علينا ان ندرك جميعا بأن الضغوط قد اصبحت سمة العصر وجزءاً لا يتجزأ من حياتنا وان الله سبحانه وتعالى وهو خالقنا قد منحنا قدرة التكيف معها ,, لو اردنا نحن ذلك ,, ولم نستسلم لها ,, والإرادة تنبع من الداخل ولن تزرع , نتعلمها ولكن نتدرب عليها لنتغلب على ما يواجهنا ونحدث التوازن بين متطلباتنا ورغباتنا ونمنح عقولنا الفرصة للتكيف مع الأزمات التي نمر بها .
ينبغي ألا نجهل اهمية البعد عن الأنانية وحب الذات فالسعيد من يوزع الخير على الناس وعلينا ان نجعل قلوبنا عامرة بالتسامح والحنان والحب والتفاؤل ونتطلع دائما الى الأفضل ونبتعد عن الحقد والغل والكراهية والحسد وغيرها من امراض القلوب التي للاسف اذا زادت وتكاثرت اصبحت ملحوظة ويراها الناس بوضوح !
علينا ان نسعد فالسعادة احساس وشعور وعمل يولد الرغبة بالرقي والتسامي ويروض مشاعرنا ويهذبها , فنحن نبحث فى هذة الحياة عن السعادة , عن راحة البال و السلام , عن الأمان والدفء وعن سكون يسكن اعماقنا ,
ولكي نشعر بكل ذلك علينا ان نؤمن بقضاء الله وقدره ونشعر بالرضا ونسلم بكل ما يواجهنا من الخير والشر وان لا ننظر لما في يد غيرنا او نحسده على ما اعطاه ربه من نعم او نجاحات ما هى الا بتوفيق من الله وبإجتهاد وتفاني منه ,, بل لا مانع ان تسعى لان تصبح مثل هذا الناجح و تجتهد وتبذل مجهود ولكن لا تظل قابع فى مكانك وتحسد وتحقد وتأكل فى نفسك ثم تنتظر النجاح !! , لا معنى لان ينصحك احد بان تستمر فى التقدم وتبذل مجهود فترد عليه " مهما فعلت لن يلاحظ احد ما افعله " ؟؟!
علينا ان نعلم ان لكل امر حكمة وان كانت مخالفة لرغبتنا , فلابد ان نتفاءل ونحسن الظن بالله وان نكون اكثر واقعية وان نسعد انفسنا بالواقع الذي نستطيع رفعه او دفعه وان نتعامل مع الجميع بقلب محب متسامح لأننا لن نجعلهم كما نريد ونحب ..
منقول