رسم أحد الفنانين لوحة لأشجار فى فصل الخريف بعد غروب الشمس بقليل .. اللوحة تميل إلى الظلام .. الأشجار عارية الأوراق ، وهناك بيت منعزل بلا أضواء يقف منفردا ، يواجه عاصفة شديدة من التراب ..
كل ما فى اللوحة يعبر عن الكآبة والوحشة وفقدان الرجاء .. لكن الفنان لم يكن قد انتهى بعد من رسم لوحته ، بقيت بضعة دقائق قبل أن يسلمها للعرض ..
بسرعة غمس فرشته فى اللون الأصفر ثم رسم به نورا فى نافذة المنزل ، آتيا من الداخل ..
يا للتغيير المذهل !! .. لقد تحول مدلول المشهد تماما وصار يعبر عن الدفء والطمأنينة والأمان رغم العواصف .. بيت مضيء وسط الظلام والتشويش ..
أيها الحبيب .. قد يسمح الله لك بأن تمر بظروف معينة تراها تدعو للقلق .. قد ترى كل شئ حولك قاتم اللون .. وقد تشعر أنه ليس هناك أمل فى حل سريع .. صديقى ، فى ذلك الوقت ، لا تنس أن الله دعاك أن تسلك بالإيمان لا بالعيان .. ثق فى أبيك السماوى .. ثق فى أمانته وصلاحه ،ثق ، ثق فيه برغم كل شئ .. هذه الثقة تفرح قلبه جدا كما أنها تمتعك بأعماله العجيبة التى تشهد لاقتداره .. ثق فى أبيك السماوى ، ثق أن بلمسة بسيطة من يده سيغير كل شئ .. وسيجعلك سعيدا حتى وأنت فى وسط العواصف ..
"أحبك يارب ياقوتى .. لانك أنت تضئ سراجى ..
الظلمة أيضا لا تظلم لديك والليل مثل النهار يضئ "
(مز 18: 1،28 – مز 12:139
اذكرونى فى صلواتكم