يحكى لنا أحد الأباء الكهنة عمل الله فى بداية خدمته بكنيسة مارمرقس فى مصر الجديدة .
دخل عليه رجلاً فى الستين من العمر تقريباً وهو من رجال الأعمال يريد الأعتراف وعند نهايه إعترافه نطق بأخر خطية وكانت ...؟؟؟
" دفعت فلوس يا أبونا لولد عاطل علشان يقتل إنسان خلال الأسبوع الجاى "
بسرعة قزف بالإعتراف الأخير ولكن بهدوء ورزانة رجال الأعمال الكبار ، وكأنه لم يقل شيئاً البتة .
الكاهن : " حضرتك بتقول قتلت إنسان "
الرجل : " لأ يا أبونا لسة ، لكن خلال الأسبوع ده ، بإختصار الرجل ده مبتدىء فى السوق وأخذ منى شغلانة بطريقة غلط ولازم يموت علشان يبقى عبرة لغيره "
الكاهن : " لازم توقف الخطية ديه أو المصيبة ديه "
الرجل : " مش ممكن يا أبونا أصلك مش فاهم ، أنا عطيت الولد 5 ألاف جنيه وباقى 10 ألاف جنيه بعد التنفيذ والمسائل دي ا فيهاش رجوع "
شعرت بضيق شديد وصارت كلماتى أكثر حسماً
" أزاى بس عايز تتناول وأنت مصر على الخطية أسف مش ممكن أقرأ التحليل لحضرتك "
وقال لى : ألم يقل المسيح ( كل ماتحلونه على الأرض يكون محلولاً فى السماء "
الكاهن : " ولكن بشرط التوبة وإلا سوف يكون هناك حلاً بالزنا والقتل والسرقة والسرقة والله نفسه قال فى الوصية ( لا تقتل ) "
تركنى الرجل ولم يبد أى إهتمام وإنطلق خارجاً ، خرج هكذا ببساطة ، وأنا أيضاً لم أستوقفه فهو لا يريد الإستماع
إنصرف الرجل وكنت فى ضيق شديد فأخذت أحدث نفسى :
" كيف أوقف ذلك ... الموقف أكبر منى "
فأسرعت إلى الهيكل وقبضت عليه بيد قوية
وبدأت أصلى " أزاى يارب أزاى ده يحصل وإنت ضابط الكل لازم تتدخل وتوقف الجريمة دى "
ورغم تعبى الشدي شعرت بصوت داخلى يقول لى .. ربنا سمح لك بكل هذا علشان تصلى بجد
ظللت مدة 3 أيام متصلة أصلى بلجاجة من أجل هذا الموضوع طوال الوقت وكانت لى طلبة واحدة أكررها :
" أنت يارب تقدر تتصرف أكيد تقدر تعمل حاجة أنا تعبان وأنت أبويا "
بعد خمسة أيام كنت بالكنيسة ، دخل على شاباً طويل القامة قائلاً :
أنا مش بتاع كنائس وساكن بعيداً جداً ومن الأخر ما بعرفش ربنا وقلبى ميت وكل فلوسى من الحرام ولأول مرة فى حياتى أشعر إنى عايز أتكلم مع قسيس وقلت لنفسى أختار كنيسة بعيدة فجيت هنا ولقيتك عايز أقولك على حاجة حصلت من 10 أيام " .
الكاهن : إتفضل يا أبنى
الرجل : جانى رجل من الكار يعنى زميل فساد وفاتحنى فى شغلانة فى مفابل 5 ألاف جنيه ، نأخذ مقدم 5 ألاف جنيه و 10 ألاف جنيه فى النهاية ، بإختصار رجل أعمال عايز يتخلص من منافس ليه ، فرحت بالشغلانة وخاصة إن الدنيا كانت ناشفة وده مبلغ كبير وبدأنا نراقب الزبون إمتى بينزل وإمتى بيرجع والعملية كانت سهلة .
وشرح الشاب للكاهن خطة القتل
ثم قال للكاهن : بس يا أبونا لأول مرة فى حياتى ألاقى نفسى مش عاوز - من يومين وأنا متوتر لازم أنفذ ومش قادر
متردد لأن سمعتى هتبقى فى الأرض
أستجمعت كل قوتى وصارحت شريكى الذى فاجأنى هو الأخر بعدم رغبته فى العملية دي ومتشائم منها لكن ياأبونا المشكلة 5 ألاف جنيه إتصرفوا "
ولأول مرة أخرج عن صمتى وقلت له :
" مش مهم يابنى دى فلوس حرام "
فشلت محولاتى فى معرفة أى شىء عنه وذهب وتوارى ولم أراه ثانية ولكن كنت فى غاية الفرح وأخذت أشكر الله من كل قلبى إنه إستجاب لصلاتى .
بعد شهر من هذه الواقعة إلتقيت برجل الأعمال الذى إبتسم وأخذنى جانباً وهمس فى أذنى : " يا أبونا أحب أطمنك الولد طلع نصاب وأخذ الفلوس ومعملش حاجة أكيد قدسك صليت "
لم أجب على تعليقه بل قلت له : " لسة شايف أنك لم تخطىء بعزمك على القتل ؟
" فعلاً يا أبونا كنت أعمى لكن ربنا ستر وأنا أعترفت وأب إعترافى سمح لى بالتناول بعد شهر وأعطانى عقوبة ووعدته ألا أفكر فى مثل هذه الأمور "
قوة الصلاة قادرة ان تحميك وتبعد عنك الخطية وتغير قلبك فترفضها أن الصلاة تستطيع أن تخترق كل الحواجز وتنقذ الضعفاء والمحتاجين .