[ولدت مريم بمدينه الاسكندريه سنه 61 ش (345م) من ابوين مسيحيين . ولما بلغت اثنى عشر سنه خدعها عدو البشر فجعلها له فخا واصطاد بها نفوس كثيره لاتحصى.
ومكثت على هذا الحال سبعه عشر سنه حتى ادركتها محبه الله فرأت قوما ذاهبين الى بيت المقدس فسافرت معهم ولم يكن وقت ذاك معها اجره السفر اسلمت ذاتها لاصحاب السفينه حتى وصلت الى بيت المقدس : وهناك ايضا كانت تأتى هذا الاثم ، ولما ارادت الدخول من باب كنيسه القيامه شعرت بقوه خفيه جذبتها من الخلف ، وكانت كلما ارادت الدخول تشعر بمن يمنعها وللحال تحققت ان ذلك لسبب نجاستها .
فرفعت عينها وهى منكسرة القلب وبكت بكاء مرا وهى تتشفع بأم النور العذراء مريم ، وسألتها بدموع حاره ان تتشفع امام ابنها الحبيب ، ثم تشجعت وارادت الدخول مع الداخلين فلم تجد ممانعه ، فدخلت مع الساجدين وصلت الى الله طالبه ان يرشدها الى مايرضيه
ثم وقفت امام ايقونه العذراء وتوسلت اليها بحراره ان ترشدها الى حيث خلاص نفسها فأتاها صوت من ناحيه الايقونه يقول:"اذا عبرت الاردن تجدين راحه وطمأنينه"
فنهضت مسرعه ، وخرجت من ساحه القيامه وفى الطريق قابلها انسان واعطاها 3 دراهم فضه ابتاعت بها ثلاث ارغفه من الخبز ، ثم عبرت نهر الاردن الى البريه ومكثت بها 47 سنه منها سبعه عشر سنه وهى تقاتل مع العدو ضد الاثم الذى تابت عنه ، حتى تغلبت بنعمة الله وكانت تقتات طوال هذه الفتره بالحشائش
وفى السنه الخامسه والاربعين لسياحتها خرج القديس زوسيما القس الى البريه حسب عادة الرهبان هناك فى مدة الصوم المقدس للاختلاء والتنسك .
وبينما هو يسير فى الصحراء رأى هذه القديسه عن بعد فظنها خيالا وصلى الى الله ان يكشف له امر هذا الخيال
فألهم انه انسان فأراد اللحاق به فكان يهرب امامه ، ولما رأت انه لم يكف عن تعقبها نادته يازوسيما ان شئت ان تخاطبنى فأرم شيئا استتر به لانى عاريه فتعجب اذ دعته بأسمه ورمى لها مااستترت به ، فجاءت اليه وبعد السلام والمطانيات سألته ان يصلى عليها لانه كان كاهنا واستوضحها عن سيرتها، فقصت عليه جميع ماجرى لها من اول عمرهاالى ذلك الوقت ، ثم التمست منه ان يحضر معه العام القادم القربان المقدس ليناولها منه.
وفى العام التالى حضر اليها وناولها من الاسرار المقدسه ثم قدم لها ما معه من التمر والعدس فتناولت بعض حبات من العدس المبلول وسألته ان يعود اليها فى العام المقبل ، وحضر اليها فى الميعاد وجدها قد تنيحت ورأى اسدا واقفا بجوارها وعند رأسها مكتوب "ادفن مريم المسكينه فى التراب الذى منه اخذت " فتعجب من الكتابه ومن الاسد وفيما هو يفكر كيف يحفر الارض تقدم الاسد وحفر الارض بمخالبه فصلى الاب عليها ودفنها ثم عاد الى ديره واخبر الرهبان بقصتها فأزدادوا ثباتا فى المراحم الالهيه وتقدما فى السيره الروحيه صلاتها تكون معنا امين
هذه السيره العطره اهداء الى حبيبه قلبى بسبوسه عسل الرب يجعل سيره هذه القديسه سبب بركه لها ولنا جميعا
اذكرونى فى صلاتكم