قبلوا الكلمة بكل نشاط فاحصين الكتب كل يوم هل هذه الأمور هكذا
(أعمال الرسل 17 : 11)
بعد مسمعنا الايه الحلوه دي هنبدأ الموضوع بقي :
بسم الثالوث القدوس
شروط أساسية للدراسة:
1- الولادة الثانية
إنها مسألة جوهرية، فالذي لم يولد من فوق لا يستطيع أن يتمتع بما في قلـب الله من أفكار، ولا ما فى كلمته من كنوز. وحتى إذا درسها فإنه لن يفهمها لأن « الإنسان الطبيعي لا يقبل ما لروح الله » (1كو2: 14). لقد قال المسيح « الكلام الذي أكلمكم به هو روح وحياة »، كما قال أيضاً « المولود من الروح هو روح » (يو6: 63، 3: 6)؛ ولذلك لا يفهم كلام الله سوى المولود من الروح، لأن الذين لهم طبيعة متشابهة هم الذين يفهمون بعضهم.
وأوضح مثال لذلك هم اليهود الذين يملكون التوراة لكنهم لا يفهمون منها شيئاً. قال الرب على لسان النبي هوشع معاتباً شعبه « أكتب له كثرة شرائعي، فهي تحسب أجنبية » (هو8: 12،انظر أيضا إش29: 11،12). ولا زال البرقع موضوعاً على قلبهم كما قال الرسول بولس في 2كورنثوس3: 14، « لكن عندما يرجع إلى الرب يُرفع البرقع » (ع16). وهو مبدأ صحيح دائما سواء لليهود أو لغيرهم.
إننا طبعاً نشجع الشخص الذي لم يولد ثانية على قراءة الكلمة لأن فيها سيلتقي بالمسيح المخلص. لكنه إلى أن يؤمن بالمسيح ويتخذه مخلصاً شخصياً له فإنه لن يفهم أعماق هذه الكلمة.
- الرغبة الجادة
يقول الحكيم « الرخاوة لا تمسك صيداً » (أم 12: 27). وهذا الأمر إنما هو أكثر وضوحاً فى التعامل مع الأمور الإلهية. لهذا قال الحكيم أيضاً « يا ابني إن قبلت كلامي وخبأت وصاياي عندك. (ثم يضيف) إن طلبتها كالفضة وبحثت عنها كالكنوز، فحينئذ تفهم مخافة الرب وتجد معرفة الله » (أم2: 1-6).
يطوّب المرنم فى المزمور الأول الرجل الذي « في ناموس الرب مسرته وفي ناموسه يلهج نهاراً وليلاً » والكلمة "يلهج" تعنى يولع به و يلازمه. هذا ينبغي أن يكون موقفنا إزاء كلمة الله « بوصاياك ألهج» (مز119: 15 انظر أيضاً يش1:
، كما قال كاتب المزمور أيضاً « في طريق وصاياك أجرى » ( مز119: 32،60). وهو نفس ما حرّض المسيح مستمعيه عليه؛ لا أن يقرأوا الكتب المقدسة فحسب، بل قال لهم « فتشوا الكتب » (يو5: 39).
3- حياة التقوى والأمانة
لقد ذكر الرسول بولس أن الله يعلن أموره العجيبة للذين يحبونه (1كو2: 9،10) كما ذكـر المرنم أن « سر الرب لخائفيه » (مز25: 14). ولعلنا نلاحظ في الأناجيل أن الـرب لم يكن يشرح أسراره إلا لتلاميذه فقط، وأما للذين من خارج فكان يكلمهم دائماً بأمثال (مر4: 10،11).
والكتاب المقدس يعلمنا بكل وضوح أن الرب لا يعطينا نوراً جديداً في أموره ما لم نستفد أولاً من النور الذي وصل إلينا. قال الرب « إلى هذا أنظر إلى المسكين والمنسحق الروح والمرتعد من كلامي » (إش66: 2). لذلك فإنه يمكننا أن نقول إن الطاعة هي أعظم شارح للكتاب؛ فالذي يطيع سيفهم المزيد « فإن من له (أي يقبل ويفهم ويحفظ) سيُعطى ويزاد » (مت13: 12).
وعشان مطولش عليكم في الموضوع فيه شوية نصائح كده:
نصائح عملية لدراسة كلمة الله
1- الدراسة اليومية (أم8: 34)
إن الإنسان كما يقولون، ابن عادته، فطوبى لمن تتملكه عادة دراسة الكتاب المقدس كل يوم إذ أنه لن يشعر بصعوبة في إيجاد وقت لهذه الدراسة. إن قراءة أصحاح والتأمل فيه لن يستغرقا أكثر من عشرين دقيقة فى اليوم، فاحذر من أن لا يكون فى برنامجك اليومي مثل هذا الوقت البسيط لله. يمتدح المؤرخ الإلهي في سفر الأعمال أهل ببيرية لأنهم كانوا يدرسون الكتب كل يوم، وكانوا يدرسونها بنشاط (أع17: 10، 11). هذا أمر هام حقاً.
2- الدراسة في الوقت الأفضل
إذا شعرت أن كلمة الله هي أعظم كنز فى حياتك، فلن يكون عسيراً أن تعطيها أفضل أوقات اليوم. والمسيح مثالنا يقول بروح النبوة « يوقظ كل صباح . يوقظ لي أذناً لأسمـع كالمتعلمين » (أش 50: 4). في العهد القديم كان التقاط المن يتم فى الصباح الباكر، قبل أن تحمى الشمس فيذوب (خر16: 21)، فلا تنتظر حتى تحمى شمس مشغولياتك، فيذوب منك وقت التأمل الهادئ في كلمة الله.
3- التأمل الهادئ
ليس تصفح الكتاب المقدس بأسلوب قراءة الجرائد هو الأسلوب المناسب لدراسته، بل يحتاج الأمر إلى تأمل هادئ فيه وتفكر بالقلب فى معانيه. هذا ما نراه بصورة رمزية فى شريعة البهائم الطاهرة (لا11) التى كان يشترط أن تجترّ طعامها؛ فما تأكله بسرعة تعيد مضغه مرة ثانية للاستفادة الكاملة منه.
4- الدراسة بروح الصلاة
سـواء الصلاة لفهم المكتوب (مز119: 1، أو لإطاعته كما سنشير بعد قليل. قال القديس أغسطينـوس "لما كنت شاباً سعيت إلى فهم معني الأسفار المقدسة بقوة الإدراك العقلي وليس بالتوسل الخاشع لله . . . فأغلقت أمام نفسي بتشامخي وكبريائي الباب الموصل إلى الله، وبذلك فبدلاً من أن أقرع فيفتح لي، صار سعيي هذا سبباً في أن يغلق الباب أمامي".
وغالباً ما تُذكَر الصلاة في الكتاب المقدس ملازمة لقراءة الكلمة أو سماعها (أنظر لو10: 39 مع 11: 1، أف6: 17، 18، عب4: 16، يه 20، . . . إلخ)؛ فهما كجناحي الطائـر، ولن يمكنك أن تحلق في أجواء الشركة مع الله بدونهما معاً. الذي يدرس كثيراً فى الكتاب دون صلاة يكون عُرضة للكبرياء وبرودة القلب، فتصبح الحياة مثل « خبز ملّة لم يُقلَب » (هو 7:
. ربما يكون قادراً على تفسير عباراته، لكن سينقصه إدراك الأفكار والمشاعر المباركة التى تنبعث منها. وليس مهماً بأيهما تبدأ؛ هل تصلي ثم تقرأ أم تقرأ ثم تصلى، وإن كان الأفضل أن تقرأ الكتاب في روح الصلاة، وأن تصلي بروح المكتوب.
5- تدريب القلب
فدراسة الكتاب ليست مجالاً لعمل الذهن فقط، بل بالأولى تدريب القلب « أمِل قلبي إلى شهاداتك لا إلى المكسب » (مز119: 36)، وهذا يتطلب أمرين على الأقـل: أولهما أن أطبق ما أتعلمه على نفسي « كونوا عاملين بالكلمة لا سامعين فقط خادعين نفوسكم » (يع1: 22)؛ فكل وعد إلهي أقرأه أتمسك به، وكل مثال للقداسة يلمع أمامي أثناء دراستي أطلب من الله أن أقتدي به، وكل حق أتعلمه من الكلمة أجعله يسيطر على قلبي. والأمر الثاني هو أن أبحث عن المسيح في كل جزء؛ فكما قال داربي "لا توجد كلمة فى كل الكتاب المقدس لا تحمل غذاء إلى نفوسنا، فادرس الكتاب المقدس بالصلاة، وأبحث فيه عن الرب لا عن العلم، ولابد أنك ستجد العلم أيضاً، إنما اجعل غرضك الرب".
6- حفظ أجزاء كتابية
تعوّد أن تضيف كل يوم إلى حصيلة الآيات التى تحفظها آية جديدة أو أكثر على قـدر وقتك ومقدرتك. وهذه النصيحة نوجهها بصفة خاصة لحديثي السن حيث لا تـزال الذاكرة قوية. كثير من رجال الله الشيوخ يقولون إن ما يحفظونه من آيات يرجع إلى باكورة حياتهم أي سن الطفولة والشباب. هذه الحصيلة من الآيات الكتابية ستكون أعظم بركة لحياتك ولتقدم خدمتك الروحية.
7- الدراسة بالقلم
بمعنى الاستعانة بالقلم لتدوين شواهد كتابية أو ملاحظات على هامش الصفحة، وكذا وضع علامات معينة على أجزاء كتابية لفتت انتباهك. فبالاختبار نحن كثيراً ما ننسى بعـض الشواهد التى لها ارتباط بفصل معين أو التوضيحات المفيدة في فهم النص. وسيلزمك في هذه الحالة اقتناء نسخة خاصة بك من الكتاب المقدس. وينصح البعض استخدام الألوان أيضاً للمساعدة في إبراز المعاني المختلفة في الكتاب؛ فمثلاً الخطية وما يمت إليها تلون أو يوضع تحتها خط باللون الأسود، والكفارة أو الفداء وما إليها باللون الأحمر، والرجاء و السماء . . . الخ باللون الأزرق، والسلام والرعاية باللون الأخضر . . . وهكذا. ويمكن أن يكون لك نوتة مذكرات خاصة تدون فيها ملاحظاتك الهامة على الفصل الكتابي. كانت هذه هي عادة رجـل الله داربي، وبعد رقاده طُبعت ملاحظاته التى سجلها في مذكرات خاصـة في أربعة مجلدات بعنوان "ملاحظات وتعليقات على الكتاب المقدس" لا زالت بركة لكثيرين.
معلش سامحوني الموضوع كبير بس صدقوني مهم جدا
يارب ينال اعجابكم
صلو من اجلي