(( لكل خادم يخدم المسيح ))
هذه القصص من كتاب اسمه
صيـــــاد النــاس
إعداد راهب من جبل أنطونيوس
(لم يرد هذا الراهب ذكر اسمه)
" فقال يسوع لسمعان .. من الآن تكون تصطاد الناس "
(لوقا 10:5)
" هلم ورائي فأجعلكما صيادي الناس "
(متى 19:4)
4- هو يجعلك صياداً
ذات يوم ذهب واعظ أمريكي ليعظ في أحدى القرى بمنطقة أوهايو, فهبت عاصفة ثلجية شديدة ولما وصل إلى قاعة الاجتماع لم يجد سوى فرد واحد فوعظ عظته بكل حماس كما لو كان أمامه الألوف من المستمعين.وبعد عشرين عاماً. تقابل مع واعظ آخر مشهور وربح الألوف من النفوس بعظاته المؤثرة. وكانت المفاجأة أنه عرف منه أنه ذلك الشخص الوحيد الذي استمع إلى عظته منذ عشرين عاماً.لقد جذب هذا الواعظ بسنارته المستمع الوحيد لعظته أما المستمع فصار خادماً وجذب بشبكه وعظه الألوف من النفوس. وحينما كان (سيسل دي ميل) مخرج الأفلام المسيحية المشهورة والمسيحي الفاضل ولداً صغيراً دخل إلى الكنيسة فوجدها خالية وكان هو المصلي الوحيد في الكنيسة.فوجد أن الكاهن اخذ يصلي دون أي إسراع أو إهمال. وحينما جاء وقت العظة ألقي العظة أمامه بكل تأثر وانفعال كما لو كانت الكنيسة مملوءة من السامعين.وقد أعجب جداً بهذا الكاهن وتركت هذه الحادثة في نفسه أثراً عميقاً لا يُمحي وكانت سبب في تغيير مجري حياته بالكامل.صديقي:
لا تجعل نفسك صياداً للناس بل الـرب هــو الـذي يجعـلك صيـاداً. وهذا واضح من قوله لبطرس واندراوس:"هلم ورائي فأجعـلكما صيادي الناس" (مت19:4). هــو الذي يجعلك صياداً. لا تعمتد على ما لديك من ذكاء أو خبرة لتجعل نفسك صياداً بل هو الذي يجعلك.لو جعلت نفسك صياداً للناس معتمداً على ذاتك وقدراتك ستسهر الليل كله ولا تصطاد شيئاً وستقول مع بطرس:" قد تعبنا الليل كله ولم نأخذ شيئاً " (لو5:5)
لا تجعل نفسك صياداً بل الرب هو الذي سيجعلك صياداً ماهراً. هو يأتي ويعلمك كيف تلقي شباكك في أعماق النفس البشرية لتجتذبها لمحبة المسيح سيقول لك:" ابعـد إلى العمق وألقوا شباككم للصيد " (لو4:5)
إن الرب هو الذي سيصطاد بك فهو الصياد الحقيقي الذي يعرف أنه يوجد إستاراً في داخل السمكة. هو الصياد الأعظم الذي يعرف ما في داخل كل نفس بشرية ويعرف الوقت المناسب لصيدها. إن كل ما عليك هو إن تتكلم عن الله في كل مكان تذهب إليه. وتلقي شباكك في البحار كما في الأنهار. ألق شباكك في بيتك وسط عائلتك وسط جيرانك وفي العمل وسط زملائك وفي المدرسة وفي النادي ...الخادم الحقيقي هو الذي في كل
يوم يضيف داخله وبلا انقـطاع
ناراً إلى نار وحماساً إلى حماس
وشوقاً إلى شـوق وحباً إلى حب.