الأخوان و النقاط الخمسة المبينات و النقطة السادسة من المخفيا

الأخوان و النقاط الخمسة المبينات و النقطة السادسة من المخفيات






28/10/2007

بقلم : شريف منصور
الانتقادات كثيرة ولا حصر لها لبرنامج حركة الأخوان المسلمين السياسية. ولم تعير قيادات الأخوان الاهتمام بإيضاح موقف الجماعة ألا لستة منها وهي:
- نظام الدولة هل هو رئاسي أم برلماني أم رئاسي برلماني (النظام الفرنسي)
- ولاية غير المسلم لرئاسة الدولة
- ولاية المرأة لرئاسة الدولة
- الموقف من المعاهدات الدولية وتحديدًا من "إسرائيل"
- مجانية التعليم
- الموقف من وضع مجلس الشورى المصري، وهل يُضمُّ لمجلس الشعب ويصبحا غرفةً واحدةً أم يكون له اختصاص ويكون التشريع من خلال غرفتين.
في تصريح للدكتور محمود عزت قال في إيضاح النقاط ما يلي :
عُرِضت هذه النقاط الستة على مكتب الإرشاد، وقرر حسم 5 منها وترك النقطة السادسة لوقتها؛ باعتبار أن الظروف السياسية قد تشهد تغيُّرًا، وكان القرار كالآتي:

- في مسألة نظام الدولة اخترنا النموذج الفرنسي؛ أي النظام الرئاسي البرلماني، وهو الأنسب لمصر الآن.

- ما يتعلق بولايةٍ غير المسلم لرئاسة الدولة رأينا أنه لا يجوز رئاسة الدولة لغير المسلم، بينما يحق له تولي كافة المناصب الأخرى، وهو ما يدخل في قاعدة "لهم ما لنا وعليهم ما علينا"، وهذا هو إجماع الفقهاء على مرِّ العصور.

- وهو نفس الأمر في موضوع المرأة؛ حيث يجوز لها كافة المناصب عدا الولاية العامة المتمثلة في رئاسة الدولة، وهذا هو رأي جمهور الفقهاء على مرِّ العصور.

- أما المعاهدات الدولية وخاصةً "كامب ديفيد" فإن موقف الإخوان من المعاهدة لم يتغير، وأن فلسطين ليست ملكًا لشعب فلسطين وحده، وإنما هي ملكٌ لكلِّ العالم العربي والإسلامي، ولا يجوز لأحدٍ أن يتنازل عن شبرٍ واحدٍ منها، أما باقي المعاهدات فنحن نحترمها، وكامب ديفيد مثلها مثل بقية المعاهدات خاضعة لآلية التعديل والإلغاء كما ينص القانون الدولي.

- وفي قضية مجانية التعليم كان رأينا أن المجانية تكون حتى نهاية الدراسة الثانوية، ويجب على الدولة توفير الإمكانيات للشعب كله، أما المرحلة الجامعية فعلى الدولة أن تُعطي الفرصةَ لأصحاب التفوق العلمي ثم تستعين بمؤسساتِ المجتمع المدني لتحقيق هذا التعليم لبقية فئات الأمة سواء كانت من خلال شركات استثمارية أو وقفٍ إسلامي أو جمعيات خيرية.

- وفي موضوع مجلس الشورى فإننا تركنا حسمه للوقت الموجود فيه، وطبقًا لتغير المناخ السياسي.

الكلام في ظاهرة وأجمالا يتفق مع مبدأ التقية الذي يتبعه علي حد تعبير الجماعة حزب الأخوان المسلمين و حسب التسمية الحكومية الجماعة المحظورة. وبالرغم من حرص الجماعة أن تظهر علي أنها جماعة سياسية إلا أن الرد علي النقاط المطروحة يؤكد وبغير أي نقاش أن نية الجماعة المحظورة أن تغير الوضع السياسي الحالي إذا وصولوا إلي سدة الحكم. وقد يسال بعض السذج السياسيين لماذا تغير الجماعة نظام أتي بهم إلي الحكم؟

الإجابة بسيطة مهما حاولوا ولا يستطيع أن يخفيها الأخوان المسلمين لو أن النظام الحالي سمح لهم أن يعتلوا سده حكم مصر فهذا النظام هو القادر علي خلعهم منه في المستقبل. وهذا ما فعله الجناح العسكري عندما أعتلي سدة الحكم في عام 1952 . بعد أن تبين لهم أن النظام الذي أتي بهم نظام هش للغاية ، أذن نفس هذا النظام يعتبر الثغرة التي من الممكن أن تأخذهم ولا يقوي أحد منهم علي الوقوف أمام رياح التغيير مرة أخري.
الدليل من كلام الأخوان لاحظوا أهم نقطتين تؤكد نيتهم المبيتة علي تغيير النظام الجمهوري إلي نظام استبدادي ديكتاتوري من نوع جديد .
1. في النقطة الأولي النموذج الفرنسي؛ أي النظام الرئاسي البرلماني، وهو الأنسب لمصر الآن. أي أنهم سيغيرون النظام الجمهوري ليناسب مخططات الجماعة المحظورة.
2. و الدليل الثاني ياتي من النقطة الأخيرة تركنا حسمه للوقت الموجود فيه، وطبقًا لتغير المناخ السياسي.

عزيزي القارئ وضح لنا أن العمل السياسي في مصر يتعثر ويتخبط كنتيجة لعدم نضوج الشخصية السياسية المصرية للان. عدم حساب عواقب الأمور وعدم احتساب أنهم لم يعودوا في مكمن أو مأمن من النقد والتنقيب حول كل كلمة يقولونها وهناك من يراقبهم مراقبة دقيقة . لقد انتهي عصر أن تبطن شيء وتقول شيئا أخر. هناك ألاف بل ملايين تنصت وتسمع وتحكم وتحلل.

الواضح جدا أن الجماعة المحظورة جماعة نيتها في منتي السوء تجاه الحياة السياسية و الديموقراطية وسوف تحرق الأخضر واليابس متي طالت أياديهم الحكم. من منكم يستطيع أن ينكر منذ أن أفرج عنهم زعيمهم وزميلهم العسكري في أوائل السبعينات وعودتهم إلي العمل من تحت الأرض إلي فوقها وتحتها وداخلها وخارجها ومصر تتقهقر بسرعة لم نراها في أي بقعة من بقاع الأرض إلا في مصر ؟

اعتقال الأخوان المسلمين يظهر علي انه صراع بين الحكومة و بين الأخوان . والواقع أنه صراع بين الأخوان اللي جوه لعبة الحكم والأخوان اللي برة . صراع بين حزب واحد منقسم علي ذاته. من يستطيع أن ينكر أن الرئيس الراحل السادات لم يكن منهم ؟ ومن ينكر أن ما خطط له السادات قبل مماته مازال مستمر ويستفحل إلي يومنا هذا ؟

للحديث بقية ...