الكنيسة المصرية تثور وتغضب وللصبر حدود..

الكنيسة المصرية تثور وتغضب وللصبر حدود..






29/10/2007

نادر شكرى
غنت كوكب الشرق أم كلثوم وقالت "للصبر حدود" وما تحمله أيوب في تجاربه ونضرب به المثل في تجاربنا وضيقاتنا أصبح شيئاً صعباً وبات صبر أيوب مثال يصعب أن نصف به عصرنا الحالي، لأننا لا نعرف أين هي حدود الصبر التي ننتظره حتى تفرج كربتينا. الكنيسة المصرية الكل يشهد على وطنيتها الكبيرة وموقفها المشرف طوال التاريخ المصري حتى الآن، والكل يعلم مدى ما يتحمله قداسة البابا شنودة الثالث وهو يصمت ويكتفي برفع عينه للرب وهو يتلقى انتقادات الأقباط عن صمته اتجاه ما يتعرضوا له من انتهاكات ونقض في حقوق المواطنة.. للصبر حدود..
لم يتأخر قداسته والكنيسة عن تقديم مشاعر الحب والإخاء والمودة في كافة المناسبات، ورغم الانتقادات الموجهة لموائد الوحدة الوطنية التي لا تعبر عن الواقع الفعلي، ورغم ظروفه الصحية فانه لم يتراجع وأو يتراخى عن تقديم باقات الحب والسلام بين أبناء الوطن الواحد ..ولكن للصبر حدود ..
لم يتخلى قداسته عن دوره الوطني، وقرر منع دخول المسيحيين للقدس حتى يدخل المسلمين والمسيحيين سوياً. استمر في دوره وتقديمه للحب ورفض أكثر من مرة استقبال لجان للحريات الدينية الخارجية وبعثات تقصي حقائق عن الأوضاع في مصر، وأعلن أن مشكلاتنا لن تحل إلا على المائدة الوطنية الداخلية، وكم رفض وأعلن في كافة المواقف الذي اشتد فيها الهجوم من المؤسسات الرسمية الخارجية على مصر أنه لا يقبل بالتدخل الخارجي، وهو موقف أتفق معه ويتفق عليه جميع الأقباط. ولكن للصبر حدود.. كم قدمت الكنيسة وأعلنت مشاعر الحب ولكن ما هو المقابل لذلك؟ وأين هو رد الجميل لمواقف الأقباط الوطنية؟ للصبر حدود.. حصاد مرير ومخيب للآمال، كم قبطي تم ترشيحه على قائمة الحزب الوطني؟ وكم قبطي عين رئيس لجامعة مصرية؟ وكم قبطي محافظ؟ إنه شخصاً واحداً وكنا نتمنى أن لا يأتي، فهو جعل الأقباط بقنا يشعرون بالمرارة والحسرة التي لم يمروا بها ولو لحظة واحدة في عهد اللواء عادل لبيب، بل ذهب المحافظ القبطي يتعسف ضد الأقباط حتى لا يقال عنه أنه متحيز. فتاهت عنه العدالة وذهب يبحث عن مجده الخاص ليثبت أنه محافظ قبطي لا يمثل الأقباط، ونسي أنه محافظ للمصريين. ولكن للصبر حدود..
فقد فاض الكيل بأقباط قنا، فبعد موقفه المتشدد مع نيافة الأنبا كيرلس أسقف نجع حمادي صديق المحافظ السابق عادل لبيب والمحبوب اليوم تعلن الكنيسة الغضب، فألغت مطرانية قنا حفل إفطار الوحدة الوطنية الذي تقيمه كل عام في شهر رمضان للمحبة، احتجاجاً من الأنبا شاروبيم أسقف قنا على تجاهل المسؤولين بالمحافظة للأقباط، وكما نشر في جريدة "المصري اليوم" أن السبب يرجع إلي تعطيل المحافظة لكل الطلبات التي تقدمت بها المطرانية، والخاصة ببناء كنائس وتوسيع وتجديد بعض الكنائس الموجودة، منها طلب بناء دورة مياه للسيدات واتهم الأمن بهدم سور مزرعة للفواكه تابعة للمطرانية وتكلفته أكثر من نصف مليون جنيه، بالرغم من أن جزءاً من هذا السور تم تحرير مخالفة بشأنه من قبل، وكانت هناك قضية وحكمت المحكمة لصالح الكنيسة، ولم تفلح المقابلة مع المحافظ القبطي أو أمين الحزب الوطني للفرج، ولم تستطيع الكنيسة أن تقول الصبر مفتاح الفرج لأن المفتاح فُقد ولم يتم العثور عليه، وأصبح للصبر حدود ..
وحدث بلا حرج عن الكنائس المغلقة والموقوفة رغم صدور تصريحات لها مثل كنيسة القديس يوحنا المعمدان بمركز صدفة بأسيوط وكنيسة الشهيد الأمير‏ ‏تادرس‏ ‏الشطبي‏ ‏بقرية‏ ‏بويط‏ - ‏مركز‏ ‏ساحل‏ ‏سليم ‏- ‏أسيوط التي تناوله الأستاذ يوسف سيدهم في مقاله الافتتاحي "بوطني" الكنيسة‏ ‏أثرية‏ ‏قديمة‏ ‏متهالكة‏، لكنها‏ ‏تمتلك‏ ‏شرعية‏ ‏تؤكدها‏ ‏الخرائط‏ ‏المساحية‏، وتاريخها‏ ‏في‏ ‏الخدمة‏ ‏عريق‏ ‏ينافسه‏ ‏تاريخها‏ ‏في‏ ‏النضال‏ ‏مع‏ ‏اللوائح‏ ‏والتعسف‏ ‏الأمني‏ ‏للحصول‏ ‏علي‏ ‏الموافقات‏ ‏اللازمة‏ ‏لتجديدها‏ ‏إزاء‏ ‏الحالة‏ ‏المتهالكة‏ ‏التي‏ ‏وصلت‏ ‏إليها، وصدر‏ ‏قرار‏ ‏اللواء‏ ‏نبيل‏ ‏العزبي‏ ‏محافظ‏ ‏أسيوط‏ ‏رقم‏ 602‏ لسنة‏ 2006‏ في‏ ‏مايو‏2006 ورغم ذلك لم يتحرك لها ساكناً، وأيضا سور الكنيسة الإنجيلية بقرية الروضة بالفيوم الذي حصل على كافة التراخيص وتعرض للهجوم وما زال البناء به متوقف. وغيره... وللصبر حدوووووووووووووووود..
وحول ملف اختفاء الفتيات فصراخ لا يتوقف داخل الأسر القبطية الذي دفع بالحبر الجليل الأنبا ميخائيل مطران أسيوط كما جاء في "الأقباط أحرار" أن يمتنع عن تقبل التهاني بمناسبة عيد سيامته أسقفاً، كما رفض إقامة احتفالات بهذا العيد، احتجاجاً علي اختفاء الفتاة إنجي عاطف كامل «17 عاماً» منذ 29- يوليو الماضي حتى الآن دون تحرك أمنى واضح لتحديد مصيرها، وغيرها من الفتيات... فتاة المحلة والعامرية والوسطى والفيوم وغيرهن... وللصبر حدود..
للصبر حدود ولكن أين حدود الصبر؟ دفعت الكنيسة كل ضرائب الحب والإخاء ولكنها لم تجد مفتاح الفرج، وكان عليها أن تقول الصبر نفذ ولم تكن في استطاعتها سوى التعبير عن ذلك بنوع من الاحتجاج بدأ يظهر مع أسقف قنا ومطران أسيوط وغضب الكهنة الذين نجدهم يسخطون ويثورون على الجهاز الأمني فيما تعرض له الأقباط سوى في أحداث الأسكندرية أو العياط أو الروضة بالفيوم أو اختفاء الفتيات أو إغلاق الكنائس، ومن الواضح أن الصبر نفذ حتى ما فعله أسقف مطاي بالتبرع بـ 10 آلاف جنيه لبناء مسجد لن يعود بفائدة عليه لأن الحقوق لا تشترى وحق الأقباط هو واجب وأمر ملزم على الدولة لأنهم جزء من هذا الوطن. فكما يقومون بكافة الواجبات التي عليهم من دفع الضرائب والتصدي للأعداء في حالة الحروب مع أبناء الوطن وأكتوبر يشهد على ذلك. إذاً لماذا تُسَول الحقوق وهي واجب ملزم في إطار دولة القانون وحقوق المواطنة الذي ينص عليها الدستور للمساواة بين المواطنين في وطن يعيش فيه الجميع تحت سماءً واحدةً؟
فكونوا أمناء على هذا الوطن حتى يعيش في سلام، وكفانا تحدث عن نظريات المؤامرة، ودعونا نتحاور كيف نطبق بنود الدستور بشكل حقيقي ونتعرف على أسباب المشكلة حتى يتسنى لنا حلها من أجل مصر.
وللصبر حدود!!

(نقلا عن الأقباط متحدون)