عدد الرسائل : 468 العمر : 37 الموقع : Mr0Vandam.jeeran.com تاريخ التسجيل : 28/09/2007
موضوع: هل ألقى إله السلام سيفاً أو ناراً على الأرض؟ السبت نوفمبر 03, 2007 4:01 pm
هل ألقى إله السلام سيفاً أو ناراً على الأرض؟
03/11/2007
جورج فايق قرأت مقال لأحد كتاب موقع الحوار المتمدن ولن أذكر اسمه لأني لا أريد أن أتناقش معه بشكل فردي أو شخصي، لأن الحوار معه لا جدوى له فهذه العينة من البشر نعاشرها ونعرف فكرهم السائد ولا طائل من النقاش معهم فغالبية هؤلاء القوم يفرضون سماحتهم بمنطق العنف والبلطجة كمن يمسك بإحدى يديه رقبتك وفي يده الأخرى سيف ويقول لك هل أنا متسامح أما لا؟ فلا بد أن تصرخ وتقول نعم أنت متسامح لكن أبعد عني بتسامحك العظيم. لن يجدي الحوار مع من كره الآخر جزء من عقيدته وصلاته لا قيمة لها إلا إذا دعا على الكفرة وبالأخص اليهود والنصارى، لن يجدي الحوار مع من يقر قتل من ترك دينه وليته يعترف بذلك وإنما يملأ الدنيا ضجيجاً أننا متسامحون ولا إكراه في الدين لن يجدي الحوار مع من يضيع في مجتمعه المؤمن حقوق الضعفاء والفقراء والأقليات فيمكن أن يقتل الغني الفقير ويدفع ديته وهذا شرع الله، لا جدوى في الحوار مع من يشرعون ويدافعون عن نشر الإيمان بالسيف والإكراه، لا جدوى في الحوار مع من يقلب الحقائق ويأتي بكلمة من المشرق وأخرى من المغرب ويهاجم معتقدات الآخرين حتى يبين أن دينه مفترى عليه وكأن من يكتب عنهم لم نعاشرهم يوماً أو حتى ما زال نعاشرهم ألا يدري من يصرح بسماحتهم يفعل ذلك اتقاء لشرهم؟ نعم من حقه أن يتوهم كما يحلو له أنهم مظلمون والناس تفتري عليهم بما ليس فيهم لكن المرفوض أنه في محاولة الدفاع عن دينه العظيم المتسامح جداً قوي خالص يحاول أن يضللنا ويخدعنا ويوهمنا أن المسيحية ديانة عنف وبها آيات للسيف والنار فهذا لا يقبله عاقل هذا إن كان ما زال في هذه الأمة عقلاء. هل يسوع المسيح له كل المجد رفع سيفاً في وجه أحد؟ هل كون جيش ليفتح ويغزو وينهب؟ هل كان يقبل هدايا أموال وصبايا؟ هل كان يحارب من أجل نشر رسالته هل وهل وهل؟ كثيراً من الأسئلة يمكن أن نقولها عن شخصه المبارك الذي قال تعلموا مني لأني وديع ومتواضع القلب أنا لا أقصد بكلماتي الدفاع عن يسوع المسيح له كل المجد، حاشا أن يحتاج الله القوي دفاع البشر عنه، ولكن أكتب هذا لكشف الكذب والتضليل، هل أنزل المسيح يوماً ناراً في من رفضه؟ إجابة هذا السؤال واضحة فقد رفضت قرية سامرية أن يدخلها السيد المسيح لأنه كان متجه إلى أورشليم وكان لا بد وأن يعبر منها فثارت نفس تلميذان من تلاميذه وهما يعقوب ويوحنا فكيف ترفض هذه القرية أن يدخلها المسيح؟ وأرادوا الانتقام لكرامته وكرامتهم فقالو له أتريد أن نقول أن تنزل نار من السماء فتفنيهم كما فعل إيليا أيضاً؟ فالتفت إليهم (ومن المؤكد أنه نظر إليهم باستغراب واشمئزاز أيضاً) ووبخهم وقال لهما لستما تعلمان من أي روح أنتما! لأن ابن الإنسان (أي يسوع المسيح) لم يأتي ليهلك أنفس الناس يل ليخلص. فهل ألقى المسيح ناراً أيها الكاذب على من رفضوه كما تحاول أن تقنعنا أن العنف والتحريض عليه ليس في كتابكم فقط؟ النار التي ألقاها المسيح هي نار الروح القدس التي تشتعل وتضرم في قلوب المؤمنين حتى يشهدوا له وليس نار يلقيها على من يرفضه أو يهجوه كما يصور لك عقلك المريض الذي برمج أن النار هي نار مادية نشعل بها بيوت ومتاجر ومزارع الرافضين لرسالتنا العظيمة، وقال المسيح: أتظنون أني جئت لألقي سلاماً على الأرض؟ كلا.. أقول لكم بل انقساماً. لأن هناك من سوف يؤمن به وهناك من لا يؤمن، ومن هنا تأتي الفرقة والانقسام لأنه لن يجبر أحد على الإيمان به وإن آمن به أحد لن يقيده بالحديد والسيف ليبقى معه ويخيره، أما البقاء معه أو الموت فهو لم يصل لإنسانية ورحمة من بدل دينه فاقتلوه. وقال أيضاً إن كان أحد يأتي إليّ ولا يبغض أباه وأمه وامرأته وأولاده وإخوته حتى نفسه أيضاً فلا يقدر أن يكون لي تلميذاً." (لوقا14: 26). فهل يحرض المسيح على كره الإنسان عائلته كما يصوروا من يريدوا أن يلطخوا المسيحية بالكره والعنف كما تلطخت يداهم بدماء المخالفين وأهالي البلاد المنكوبة بهم؟ بالطبع من قال أحب أعدائكم وباركوا لاعنيكم وصلوا من الأجل الذين يسيئون إليكم، وقال لهم سمعتم أنه قيل لكم عين بعين وسن بسن أما أنا فأقول لكم لا تقاوموا الشر، بل من لطمك على خدك الأيمن فحول له الآخر لن يحرض على كره الأب أو الأم والأبناء وحتى النفس، إنه ليس كره الإيذاء الذي فطمتم عليه وإنما هو درجة حب أقل من حب الرب بمراحل ولذلك تتضاءل وكأنها كره. فإذا خير الإنسان بين الإيمان بيسوع المسيح أو أي فرد من عائلته أو حتى نفسه لاختار الرب والإيمان به، ومن كان يحب أي شخص في عائلته أكثر من الرب والإيمان به فلا يستحقه، فكم من آباء وأبناء وأزواج تركوا إيمانهم من أجل عائلتهم أو خوفاً عليهم. هل كانت القديسة رفقة الشهيدة تكره أولادها الخمسة عندما أمر الملك الوثني أن يذبحوا على رجلها نكاية فيها؟ إنه فعل هذا حتى يضعف إيمانها ويثني عزمها، لكنه لم يكن يدري أن حبها لأولادها ولنفسها يتلاشى وكأنه كره بجانب محبتها للملك المسيح، وبالتأكيد أنها تحب أولادها ولذلك شجعتهم على الاستشهاد من أجل الحياة الأبدية، ولو كانت أحبت أولادها أو نفسها أكثر من إلهها وأنكرت إيمانها لكانت غير مستحقة لملكوت السموات. قال السيد المسيح "ما جئت لألقي سلام، لا بل سيفاً" (متى 10:34) فهل كان يقصد سيف الفتوحات والسلب والنهب وقتل من يخالفه أو يهجوه؟ هل قام المسيح هو وأعوانه يوماً بقتل رجال أي مدينة كانت وسلب أموالهم ونساءهم ووزعها على نفسه وتلاميذه وأصحابه؟ هل كون جيش وحارب البلاد والعباد حتى يشهد الناس له ولرسالته؟ هل فرض عليهم جزية أو إتاوة على المنهزمين والرافضين لدعوته؟ هل يوماً بحث عن من قال عنه أي كلمة شريرة قامو بقطع رأسه أو يشطره نصفين؟ حاشا أن يفعل إله السلام هذا. فالسيف الذي جاء ليلقيه هو سيف الإيمان الذي يفرق بين المؤمن وغير المؤمن حتى لو كان أب أو أم أو أخت. لم يحمل المسيح سيفاً يهدد به أحد حتى يشهد له، ولم يكن في حاجة إلى شهادة أحد لأن أعماله وأقواله كانت تشهد له. السيف الذي ألقاه المسيح والذي حمله تلاميذه ورسله للبلاد هو كلامه المقدس الذي أمضى من كل سيف ذي حدين. لم يحمل المسيح أو أحد من تلاميذه سيفاً، ولم يجهز جيوش وعدد لنشر الكلمة. كان يحمل معه نار روح الله وسيف كلمته وبذلك انتشرت الرسالة. وأخيراً هل الحوار والتمدن والتسامح يلتقي مع الألفاظ البذيئة التي يستخدمها الكاتب المؤمن العظيم مثل حالة من السعار والجنون وهذه الحملات الوسخة المسعورة وغيرها من الكلمات التي تدل على ثقافة وسلوك صاحبها؟ وإن كان هذا الأسلوب هو السائد في الحوار في شوارع مصر المحروسة المؤمنة! (نقلا عن الحوار المتمدن)