كيف نقتنى الحكمة ؟!

كيف نقتنى الحكمة ؟!

يحكى لنا بستان الرهبان عن راهب طلب من أحد الشيوخ كلمة منفعه ولكن الشيخ رد عليه برد بسيط يمكن لأى شخص أخر أن يقول أفضل منه .... فمضى الراهب حزيناً لأنه كان يتوقع كلاماً أكثر عمقاً..!!
ان العبره ليست بالكلام الحلو الجميل بل بالايمان والصلاة ، فالله يرسل لكل شخص الكلمة المناسبة له .... وعندما يرفضها فهو بذلك يرفض صوت الله ، فمثلاً يمكن أن يؤخذ رأى أب الاعتراف أو الكلهن فى موضوعين متشابهين ولكنه فى كل منهما يعطى رأياً مختلفاً تماماً .
فالمرشد الروحى لا يوجد عنده إجابات نموذجيه لكل الناس .... فالله يرسل لى الكلمة المناسبة حسب ايمانى وصلاتى .
إذاً لا تكفى المشورة وحدها ، بل المشورة تكملُ بالطاعة والتسليم .
وأتذكر بيت شعر يقول ..
إذا كنـــــــــــــــت فـــــــــــى حاجـــــــــــــــــــــــة لمرســـــلا فأرســــــــــــــل حكيمــــــاً ولا تــــــــــرشـــــــده
وإن بـــــــــــــــــــات أمــــــــــــــــــــــر عليـــــــــــــك التوى فـــــــــــــــاستشر حكيمـــــــــــــــا ولا تعصيـــــــه
أما لاقتناء الحكمة .... فأعظم مثال لذلك هو الآنبا انطونيوس الذى عاش الخمسة عشر سنة الاولى من نسكه متقبلا بين الاباء كالنحله النشيطه التى تأخذ الرحيق من زهور مختلفة فتصنع عسلاً شهياً ، فهو لم ياتصق بأب واحد ويصير صورة طبق الأصل منه بل كان يتعلم من كل أحد شيئاً حتى وإن كان طفلاً صغيراً .
فأسوأ سئ هو أن يُعجب الفرد بشخص معين ويحاول أن يقلده فى كل شئ حتى وإن كان هذا الشخص شخصاً كاملاً فيصبح بذلك صورة ممسوخه لا معنى لها
فالرب لا يريدنا سبيكة واحدة متطابقة
الاجزاء بل يريدنا أعضاء مختلفيـــــن
فى جسد واحد ... فتعلم إذاً من كــــل
انسان فضيلة وحــاول ان تقتنيهـــــــا
فى حياتك ، لان هنا تكتمل الحكمـــــة
والافــــــــــــــــــــــــراز

بقلم نيافة الانبا /مكسيموس اسقف بنها وقويسنا

» بعض أقوال الأباء عن الحكمة