عدد الرسائل : 468 العمر : 37 الموقع : Mr0Vandam.jeeran.com تاريخ التسجيل : 28/09/2007
موضوع: † تفاسير الكتاب المقدس † العهد القديم † الإثنين أبريل 28, 2008 12:11 am
مقدمة عن أسفار موسى الخمسة
تسمى أسفار موسى الخمسة باليونانية pentateuch أي الأسفار الخمسة. وهي تمثل الجزء الأول من الكتاب المقدس في العهد القديم الذي ينقسم لثلاث وحدات:
أولاً: الناموس أو التوراة: ويحوي أسفار موسى الخمسة.
ثانياً: الأنبياء: وينقسم إلى قسمين. الأنبياء الأولين والأنبياء المتأخرين والقسم الأول يضم يشوع والقضاة حتى الملوك. ويضم القسم الثاني أشعياء وأرمياء وحزقيال والاثنى عشر نبياً الصغار.
ثالثاً: الكتوبيم: ومعناها الكتب وهذا بدوره ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
1. كتب شعرية مثل المزامير والأمثال وأيوب.
2. كتب ميحيلوت مثل النشيد وراعوث والمراثي والجامعة واستير.
3. كتب تاريخية غير نبوية مثل دانيال وعزرا ونحميا وأخبار الأيام
وبهذا تظهر أسفار موسى الخمسة كوحدة تسمى الناموس وهي تمثل وحدة تاريخية مترابطة معاً. تبدأ بخلق العالم من أجل الإنسان ثم خلق الإنسان نفسه وإذ سقط هيأ له الله الخلاص. فإختار الله إبراهيم ونسله خلال إسحق ويعقوب وفي مصر بدأت البذرة الأولى للشعب الذي هيأه الله ليتحقق خلاله الخلاص للبشرية كلها. ثم أقيم موسى كأول قائد لهذا الشعب وليخرج الشعب من عبودية فرعون وخلاله تمتعوا بالعهد عند جبل سيناء، وأخيراً وقف بهم عند الشاطئ الشرقي للأردن ليسلمهم في يد قائد جديد هو يشوع، كأنه بالناموس يسلمنا ليسوع قائد الحياة وواهب الميراث.
سفر التكوين:
يبدأ السفر ب "في البدء خلق الله السموات والأرض.. وروح الله يرف ليعطي حياة. وهذه البداية تعطينا فكرة أن الله يريد أن يعطي حياة للبشر، بل نرى أن الله خلق الإنسان على صورته ومثاله وأعطاه سلطان على كل الخليقة. فالإنسان كان كسفير لله على الأرض يحمل سلطاناً وسيادة على كل ما على الأرض وما تحتها وما في البحار وما في الجو، ليس له سيد من كل الخليقة، بل هو سيد الخليقة الأرضية. وكان هذا مجداً للإنسان وإعلاناً عن إرادة الله من ناحية الإنسان ثم يعرض لنا سفر التكوين قصة السقوط، والسقوط معناه إنفصال الإنسان عن الله فلا شركة للنور مع الظلمة، وكان هذا معناه الموت، فالله هو مصدر الحياة. ولذلك ينتهي سفر التكوين بهذه النهاية "ثم مات يوسف.. فحنطوه وَوُضِعَ في تابوت في مصر. حقاً كما يقول القداس الغريغوري "أنا أختطفت لي قضية الموت" ولاحظ أن الله لم يكن يريد الموت للإنسان. ولاحظ أيضاً أن يوسف مات في أرض مصر وهي تشير لمكان العبودية. إذاً بعد أن كان الإنسان على صورة الله فقد السلطان والحرية وصورة المجد التي كان عليها من قبل، فالله خلق آدم على صورته حراً وله سلطان، ولكن التحنيط يعطي رجاء الخلاص فهو إشارة لحياة أخرى.
خطة الله لخلاص الإنسان
1. الوعد الإلهي: منذ سقط آدم والله أعطاه وعداً بالخلاص "نسل المرأة يسحق رأس الحية" ثم نجد وعود الله لإبراهيم ونرى تجدد الوعد في نسله.
2. الاختيار: ظهر الوعد الإلهي متجلياً في الاختيار. فلا فضل لآدم في اختياره كإنسان يحمل السيادة على الأرض كلها. ولا فضل لإبراهيم ولا للشعب حتى يختارهم الله كرجال له يخرج منهم المخلص الذي يخلص العالم.
3. العهود: كانت العهود أساسية في المجتمعات الشرقية، كالعهد الذي أقيم بين إبراهيم وأبيمالك وبين يعقوب وحميه (تك23:21،44:31). ونجد أن الله قد رفع شأن الإنسان ودخل معه في عهود مثل قوس قزح (تك9) ثم مع إبراهيم (تك15). ثم أعطى الله علامة في جسد كل ذكر أي الختان (تك9:17-14) ثم ختم الله العهود بدم الذبائح الحيوانية إشارة إلى العهد الذي يسجله الآب على الصليب بدم إبنه.
4. الشريعة: إرتبطت في سيناء الشريعة والذبائح، فلا إنفصال بين الوصية والعبادة.
سفر التكوين يقدم لنا الله كأب حنون يرعى أولاده ويدبر أمورهم المادية والروحية فهو الذي أسس لهم الأرض وما عليها ليحيوا ويشبعوا، وهو الذي يهيئ لهم الخلاص. أي أنه خلق للإنسان الأرض المادية والسماء المادية لينطلق به إلى السماء الجديدة والأرض الجديدة. وهذا السفر يعرض لنا العلاقة بين الله والبشر. ونرى في هذا السفر الله كصديق للبشر يتمشى في الجنة ليلتقي بالإنسان. ونراه يأكل مع عبده إبراهيم، ونراه يصارع مع يعقوب. ورأينا في هذا السفر أهمية الذبائح وهي عبادة وكيف أن العبادة هي سر مصالحة مع الله. ونرى في هذا السفر العداوة المستمرة بيننا وبين الشيطان (15:3). ونرى الله يتعامل مع كل إنسان في ضعفه محاولاً أن يرفعه.
سفر الخروج:
انتهي سفر التكوين والشعب في مصر رمزاً لعبوديته كنتيجة مباشرة للخطية ثم جاء سفر الخروج يعلن بطريقة رمزية عن خلاص الله المجاني. فقدم لنا خروج الشعب من أرض العبودية بيد الله القوية منطلقاً نحو حرية مجد أولاد الله وجاءت القصة كلها كرمز حتى يظهر الله عمل الشيطان ورمزه هنا فرعون الذي استعبد الشعب، حقاً هو كان يشبعهم "سمك ولحم وكرات.. " وهذا رمز للملذات الجسدية التي يعطيها عدو الخير لنا حتى ننشغل بها، ولكن فرعون هذا لم يكن يعطي مجاناً، فهو كان يسخر الشعب في عبودية قاسية بل يقتل أبكارهم وهذا بالضبط ما أراد الله لنا أن نعرفه عن إبليس أنه "كان قتالاً للناس" وأن الله وحده هو الذي يعطي بسخاء ولا يعير.
والسفر كله ينطق بالفداء. وإن الدم ينقذ. والعبور في البحر إشارة إلى المعمودية والمن إشارة للمسيح الذي أعطانا جسده ودمه لنحيا. والماء الذي خرج من الصخرة إشارة للروح القدس الذي أعطى للكنيسة. وتسبحة مريم وموسى هي صورة للكنيسة التي إمتلأت بالروح فإنطلقت تسبح وهي فرحة بحريتها ولاحظ في (8:3)
"فنزلت لأنقذهم" التي فيها إشارة واضحة للتجسد. وفي السحابة وعمود النار نرى المسيح وسط شعبه دائماً كسر إستنارتهم وكقائد لهم. ونرى محاولات إبليس أن يذكر الشعب بقدور اللحم (أي لذة الخطية) ولا يجعله يذكر العبودية ولسعات سياطها "هذا ما تسميه الكنيسة" تذكار الشر الملبس الموت" ونلاحظ في هذا السفر محاولات الشيطان في عرضه أنصاف حلول على موسى، نقصد فرعون رمز الشيطان. ونرى في ردود موسى عليه الطريق التي يرضاها الله في حوارنا مع عدو الخير، أن لا أنصاف حلول بل ننطلق نحن ونساؤنا وأولادنا ومواشينا أي كل ما لنا لمسيرة 3 أيام لنعبد الرب. إذاً المقصود أن نترك أرض الخطية والعبودية تماماً ولا نقبل بأقل من هذا.
هذا السفر يعلن أن الله لا يريدنا عبيداً بل أحراراً. ولكن هناك شرط
الوصايا العشر: فليس لنا استمرارية في حياة الحرية إلا بالالتزام بالوصايا. بل أن هذه الوصايا هي شروط العهد مع الله، إن التزم بها الشعب يكون لهم بركات وإن خالفوها تنصب عليهم اللعنات وهذا يبدو بصورة واضحة في (لا26 وتث28)
وبعد الحرية وبعد أن خرج الشعب من أرض العبودية يعطيهم الله بركة عظيمة جداً هي خيمة الاجتماع ليحل الله وسطهم ويسكن بينهم.
إذاً فسفر الخروج يختتم بأمرين. استلام الشريعة وخيمة الاجتماع. وكأن العبور وهو إنطلاق إلى الحرية خلال الاتحاد مع الله والوجود الدائم معه إنما يتحقق خلال كلمة الله أو الوصية والعبادة (الخيمة). فالوصية هي القائد للنفس للدخول إلى السماويات. والعبادة هي عبور للشركة مع السمائيين في ليتورجياتهم. العبادة هي غاية العبور "إطلق شعبي ليعبدونني" خلالها نتعرف على قانون السماء (الوصية) ونتدرب على السكنى مع الله (الخيمة السماوية)
إذاً نرى الإنسان في سفر التكوين سرعان ما فقد علاقته بالله فخسر سر حياته، ثم يأتي سفر الخروج ليعلن خلاص الإنسان بخروجه من عبودية إبليس، فرعون الحقيقي، لينطلق نحو كنعان الأبدية، خلال برية هذا العالم.
فـ ـآندآم المــــدير العـــام
عدد الرسائل : 468 العمر : 37 الموقع : Mr0Vandam.jeeran.com تاريخ التسجيل : 28/09/2007
موضوع: رد: † تفاسير الكتاب المقدس † العهد القديم † الإثنين أبريل 28, 2008 12:16 am
سفر اللاويين: بعد عبور الشعب نجد هنا الله القدوس يلتصق بشعبه خلال الحياة المقدسة التي ننعم بها خلال السيد المسيح الذبيح والكاهن في نفس الوقت. هذا السفر هو سفر القداسة التي بدونها لا نعاين الله ولا نقدر على الاتحاد معه. هذه القداسة هي عطية الله توهب لنا خلال ذبيحة السيد المسيح الفريدة والتي كانت الذبائح الحيوانية في هذا السفر رمزاً لها. هنا نرى للقداسة شقين: الأول: دم المسيح وتعبر عنه الذبائح. وقد قام المسيح بهذا العمل وحده. الثاني: جهاد الإنسان حتى يصير قديس ويتم هذا بأن يترفع الإنسان عن الأرضيات ولا يتلامس مع دنس هذا العالم. هو سفر الكهنوت والطقوس والشريعة والتطهيرات، هو سفر العبادة، حتى تحيا الجماعة مقدسة في الله القدوس. والكهنة واللاويين هم أداة إلهية للخدمة، لخدمة الجماعة الذين هم أعضاء فيها يعملون لحساب الجماعة وليس لحساب أنفسهم سفر الخروج أظهر الله كإله مهوب لا يستطيع الشعب أن يقترب إليه أما هنا فنجد الله يسكن وسط شعبه ليحملوا سماته فيهم أي القداسة. إذا كان سفر اللاويين يهتم بالإعلان عن دور الكهنة فسفر التثنية يهتم بالأكثر بأن يقدم ملخصاً وشرحاً للشريعة للاستعمال الشعبي العام. ملخص هذا السفر "إني أنا الرب إلهكم فتتقدسون وتكونون قديسين لأني أنا قدوس" (44:11). إذاً في هذا السفر نعرف كيفية الاقتراب من الله.
سفر العدد: هو سفر الجولان في البرية ورحلات الشعب فيها، بل تيهان الشعب في البرية، حتى وصولهم إلى موآب وإشرافهم على أرض الموعد. في هذا السفر نرى عمل الله مع الإنسان لتهيئته لدخول أرض الموعد. هو سفر الجهاد في هذه الحياة بعد أن حصلنا على الحرية والولادة الجديدة والعبور بالمعمودية، هو الجهاد المصحوب بالنعمة الإلهية، ونرى فيه الله مصاحباً شعبه كسحابة وكعمود نار. ولم يجعلهم يعتازوا شيئاً لمدة 40 سنة. ولكننا في مقابل محبة الله نرى من الإنسان تذمر وقلة إيمان وعناد دائم وفي مقابل هذا نرى تأديب الله، ليس إنتقام بل تأديب حتى يضمن لنا الله الوصول لأرض الميعاد. هذا السفر يبرز بشاعة الخطية وأنها تدان دائماً ويسقط مرتكبها تحت التأديب حتى لو كان نبياً مثل موسى. ولكننا نرى الشفاء خلال الحية النحاسية رمز الصليب. ونرى أيضاً قوة الشفاعة ممثلة في صلاة موسى ونرى أن الرحلة تستلزم النظام الكهنوتي وبتر المعتدين عليه (قورح وداثان...). نرى في هذا السفر سقطات الشعب وانتصاراتهم رمزاً لحياتنا في غربة هذا العالم.
سفر التثنية: يشرح فيه موسى للشعب عمل الله معهم ونعمته في اختيارهم والحفاظ عليهم. والمسيح في حربه مع إبليس إقتبس ردوده عليه من هذا السفر. هنا نرى بركات الاقتراب من الله.
سفر يشوع: هو دخول يشوع مع الشعب إلى أرض الموعد رمز لدخولنا مع المسيح يسوعنا الأرض السماوية أورشليم السماوية في نهاية هذا العالم. وعبور الأردن هنا رمز للموت في نهاية رحلتنا أما عبور البحر الأحمر فهو رمز للمعمودية (1كو1:10،2).
الخط العام: التكوين: الله يعطي حياة ← الخطية والسقوط ← موت وعبودية ← وعد بالخلاص. الخروج: العبور للحرية بواسطة الدم ← المعمودية في البحر ← التناول من المن ← الله وسط الشعب ← شرط الالتزام بالوصية. اللاويين: دم المسيح (الذبائح رمز) يقدس ← الجهاد لنكون قديسين. العدد: رحلة غربتنا في هذا العالم ← سقوط وقيام. التثنية: نعمة الله في الحفاظ على شعبه واهتمامه بكل صغيرة وكبيرة. يشوع: نهاية الرحلة ← نهاية حياتنا على الأرض = عبور الأردن ← أورشليم السماوية.
السحابة كانت السحابة تقود الشعب في البرية. وهي كانت عمود سحاب نهاراً (تظلل عليهم من حر الشمس) وعمود نار ليلاً (يضئ لهم الظلام). هي كانت تقودهم فطريقهم كان غامضاً في صحراء لم يعرفوها من قبل، ولكن الذي يقودهم هو الله "فالرب راعيَّ فلا يعوزني شئ.. في مراعٍ خضر يربضني" وكانت السحابة في بعض الأحيان تقودهم ضد رغباتهم، وهكذا يصنع معنا الروح القدس إذ يدفعنا لطرق لا نريدها. كان أول ذكر للسحابة في (خر20:13-22) "وكان الرب يسير أمامهم" ثم نجد أن السحابة قادتهم لما يبدو أنه مأزق، قادتهم لمواجهة مع فرعون من ناحية والبحر من الناحية الأخرى. وتصوَّر الشعب لفترة أن هناك خطأ في القيادة، ولكن وجدوا أن الله قادهم إلى هذا المكان ليغرق جيش فرعون. وهكذا فالله يقودنا لمواجهات مع الشيطان حتى نهزمه. ولاحظ أن عمود السحاب وقف بينهم وبين فرعون فالله يقودنا للمعركة ولكنه هو الذي يحارب ونحن نصمت (راجع إصحاح 14). والمرة الثانية التي نسمع فيها عن السحابة كانت في (خر10:16) وبعدها نسمع عن المن إشارة للمسيح خبز الحياة الذي يرافقنا في رحلتنا. والمرة الثالثة في (خر33) حين ظهر الله لموسى وحده في خيمته بعد أن أخطأ الشعب. والمرة الرابعة في (خر40) بعد إقامة الخيمة وقد تكرر هذا في الهيكل (1مل10:8،11) وأخر ذكر للسحابة في (عد42:16) في حادثة قورح وداثان. ولكن في سفر العدد مثلاً (في 48:33،49) نسمع أنهم ارتحلوا ونزلوا وفي هذا إشارة ضمنية للسحابة، فهم لا يتحركون إلا تبعاً للسحابة. وبعد ذلك لم نعد نسمع عن السحابة فقد أوصلتهم لأرض الميعاد (أرض كنعان) والسحاب كما رأينا كان ليحجب مجد الله أيضاً حتى لا يموتوا، ولكن في السماء سننظر مجد الله بوجه مكشوف (2كو18:3) ولكن هنا على الأرض لابد أن يوجد لكل مجد غطاء (أش5:4)
عدل سابقا من قبل فـ ـآندآم في الإثنين أبريل 28, 2008 12:31 am عدل 2 مرات
فـ ـآندآم المــــدير العـــام
عدد الرسائل : 468 العمر : 37 الموقع : Mr0Vandam.jeeran.com تاريخ التسجيل : 28/09/2007
موضوع: رد: † تفاسير الكتاب المقدس † العهد القديم † الإثنين أبريل 28, 2008 12:17 am
الخط العام للإصحاحات الخمسة عشر الأخيرة من سفر الخروج (25-40)
· انتهى الإصحاح (24) بقوله "فصعد موسى إلى الجبل فغطى السحاب الجبل. وحل مجد الرب على جبل سيناء.. وكان منظر مجد الرب كنارٍ أكلة.. ودخل موسى في وسط السحاب"
· الإصحاح (31) الله يعطي موهبة لبصلئيل للعمل + شريعة السبت.
· الإصحاح (32) خطية العجل الذهبي.
· الإصحاح (33) شفاعة موسى عن الشعب وحواره مع الله.
· الإصحاح (34) موسى يحصل على لوحين جديدين ويرى مجد الله.
· الإصحاحات (35-40) تنفيذ الخيمة وفيها إعادة للمواصفات السابقة.
من هذا الخط نرى أن موسى صعد إلى الجبل وقدم الله له صورة أو رؤيا جديدة هي المقدس السماوي الذي ليس من صنع إنسان وقال له الله "بحسب جميع ما أنا أريك من مثال المسكن ومثال جميع آنيته هكذا تصنعون" (خر9:25). ولذلك أطلق الرسول بولس على الخيمة شبه السماويات (عب5: إذاً الخيمة كانت هي المقدس السماوي، وكلمة مقدس تعني مكاناً مفرزاً، فيه يسكن الله مع الناس، خليقته المحبوبة لديه. وقد طلب الله من موسى أن يصنع مثال ما رأى، صورة لهذا المقدس حتى تكون هذه الخيمة ظل السماويات وسط الشعب الذين عند سفح الجبل ليسكن الله في وسطهم، وليهيأهم للدخول إلى المقدس السماوي. بمعنى آخر جاءت خيمة الاجتماع ظلاً لصورة السماء عينها حتى يجتاز الشعب إلى العهد الجديد فيدخلون صورة السماء أو عربونها وأخيراً ينطلقون في الحياة الأبدية إلى كمال المسكن السماوي.
وخيمة الاجتماع هي نبوة من خشب وأقمشة، من ذهب وفضة وهي تشير إلى جسد المسيح. ولإهتمام الله بها يفرد لها هذه الخمسة عشر إصحاحاً بينما نجد أن الخليقة كلها أفرد لها إصحاحاً واحداً (تك1) وإصحاح عن الإنسان (تك2) بل أظهر لموسى مسكناً ليقيم مثالاً له راجع (خر9:25 _ أع44:7 + عب5:8، 23:9) وهذا يعني أن موسى رأي نموذجاً حقيقياً ليصنع مثله. فهي ليست للزينة بل هي رمز يعلن حقيقة واقعية وإشارة تتنبأ بحقيقة روحية مقبلة. هي رمز للكنيسة جسد المسيح، لذلك نجد الخيمة غارقة في الدماء إشارة لجسد المسيح المخضب بالدماء.
ملحوظة: كلمة حسب ما أنا أريك تشير لأهمية الطقس وترتيبات الكنيسة.
ونجد في (إصحاح 25) أن الله يبدأ بوصف التابوت ثم المائدة ثم المنارة فنجد هنا أن الرب يريد أن يعلن ذاته للإنسان فهو سيد الأرض كلها ومجده محجوب خلف حجاب (الحجاب هو رمز لجسد المسيح (عب19:10) أي أن المسيح أخلى ذاته وأخذ شكل عبد وهو في ناسوته لم يظهر مجد لاهوته، أي أن جسده أخفى مجده).
ثم يعلن لنا في المائدة أنه يريد أن يدخل في علاقة شركة مع الإنسان. ويعلن لنا في المنارة أنه يريد أن يعلن لنا ذاته بنور وقوة الروح القدس هذه خطة الله قبل الخطية. والله لم يبدأ بتجديد أبعاد الخيمة من الخارج ومواد بنائها، هذا حسب المنطق البشري الذي يفترض بأن يشرح لنا الأبعاد من الخارج أولاً ثم تفاصيل الداخل وأقسامه لكن الله أراد أن يبدأ بالكلام عن أقدس الأمور وعن أقدس موضع يبدأ بالتابوت الذي هو سر حلول الله وسط شعبه ثم المائدة سر شبع الشعب بالله ثم المنارة سر الإستنارة. وإذا عرفنا أن مواصفات الخيمة جاءت بعد أن أعطى الرب الوصايا نعرف أن هذه الأشياء هي التي تساعدنا على تنفيذ الوصايا. الله يساعدني إذا سكن في داخلي. ومن يقدم له القلب يصير هذا القلب سماء لله يسكن فيه "عند هذا أسكن المتواضع القلب والمنسحق" (أش15:57) والذبيحة لله روح منسحق. الله أراد إعلان مجده لنا ولكن الخطية عطلت هذا.. فما هو الحل؟
ثم يأتي (إصحاح26) ليحدثنا عن الشقق والأغطية والألواح وهذه تشير للمسيح وكنيسته و(إصحاح27) يحدثنا عن مذبح المحرقة (الصليب).
في إصحاح (26) يقدم لنا مواصفات المسيح كإنسان ثم يقودنا في إصحاح (27) لنهاية حياة المسيح على الأرض أي الصليب (مذبح المحرقة) أو مذبح النحاس المكان الذي يلتقي فيه الإله القدوس مع الإنسان.
وفي (إصحاح30) نجده يحدثنا عن مذبح البخور ومواصفات البخور ودهن المسحة وهذا يشير للصلاة ولذلك نجده قبل أن يذكر مذبح البخور يشير للكهنوت في (إصحاحي28،29) فمع الكهنة نقترب لمذبح البخور ولكن لا اقتراب قبل المرور على مذبح المحرقة، لا عبادة بلا صليب، ولا عبادة قانونية بدون كهنوت لذلك إعترض الإصحاحين (28،29) شرح مواصفات الخيمة. إذاً مذبح البخور لا يذكر إلا بعد أن اقترب الإنسان لله بالصليب، مذبح المحرقة، وبعد تنظيم الكهنوت ولاحظ أن مذبح المحرقة يظهر فيه إدانة الخطية بحسب عدل الله أما مذبح البخور فيصعد منه رائحة قبول المسيح إلى عرش الله وبالتالي قبول الله لنا.
(إصحاح 31) هنا الله يملأ بصلئيل من روح الله أي أعطاه مواهب للعمل. فالله يقدس العمل. وقد قيل "أن كل شجر البرية لم يكن بعد في الأرض.. ولا كان إنسان ليعمل الأرض" ثم حين خلق الله الإنسان في جنة عدن قيل ليعملها ويحفظها" فالله خلق الإنسان ليعمل وزوده بالمواهب والطاقات اللازمة ليعمل. بل هو يشترك مع الإنسان في العمل. "فليس الزارع شئ ولا الساقي شئ الله الذي ينمي". والكنيسة تصلي "اشترك يا رب في العمل مع عبيدك في كل عمل صالح" أوشية المسافرين.
ولكن لاحظ أنه بعد أن يذكر الوحي أن الله زود بصلئيل بالمواهب ليعمل يشدد الكتاب على حفظ وصية السبت وذلك حتى لا ينكب الإنسان على العمل في الأرض وينسى السماء مكان الراحة الحقيقية فعليه أن يهتم بالعبادة في السبت ويذكر الله ويذكر أبديته فهو إن ربح العالم كله بالعمل وخسر أبديته وخسر نفسه فلن ينتفع شيئاً لذلك يقول كل من صنع عملاً في يوم السبت يقتل قتلاً (خر15:31) إذن علينا أن نعمل والله يقدس العمل ويعطينا النجاح كما صنع مع يوسف، ولكن يجب أن تكون عيوننا على السماء. والله كما ملأ بصلئيل قادر أن يملأ الطبيب والعامل والطالب، فالعمل عمله. ولكن هناك من يستعمل مواهبه ووزناته في الخطية.
(إصحاح32) هنا مرة أخرى يسقط الإنسان وينفصل عن الله فبينما نجد الله يخطط ليحل وسط شعبه ويكون مجداً لهم وفي شركة معهم وسر إستنارتهم ويملأهم حكمة وبركة ويكون نورهم وفرحهم. نجد قصة سقوط آدم تتكرر ثانية. وكما سقط آدم فإنفصل عن الله، سقط الشعب واختار عبادة العجل الذهبي أي إله حسب قلوبهم وشهواتهم، فهم قاموا للأكل واللعب أي ممارسة شهواتهم. وهنا نرى فكر الله الصالح وفكر الإنسان الشرير الذي يقوده دائماً للموت دون أن يدري أو وهو يعلم. والخطية تسببت في تكديرهم "اللعب= رقص خليع"
ونلاحظ هنا أن موسى كليم الله هو رمز للمسيح كلمة الله، فحين عَرَّض الشعب نفسه للموت نجد الله يقول لموسى (7:32) إذهب إنزل لأنه قد فسد شعبك. لو فهمنا أن القول لموسى فهذا يعنى حزن الله حتى أنه لم يقل شعبي بل قال شعبك. ولو فهمنا أن موسى رمز للمسيح يكون المعني أن الآب يقول للمسيح إذهب إنزل أي تجسد لأن شعبك فسد، فأعطه حياة حتى لا يموت. ومما يؤيد هذا الآية (30) في قول موسى "أصعد الآن إلى الرب لعلي أكفر خطيتكم" ولاحظ قول الله "أتركني ليحمي غضبي عليهم وأفنيهم فأصيرك شعباً عظيماً" لماذا يقول الله هذا وهل يغير الله قراره بعد شفاعة موسى؟ هنا الله يدفع موسى ليتشفع عن شعبه، هو يعلم قلبه ولكنه يريد أن يعلمه (ويعلمنا) أن يصلي عن شعبه (وأن نصلي لبعضنا البعض) وفي هذا درسين [1]قبول الله للشفاعة [2] لو فهمنا أن موسى هو رمز للمسيح، يكون المعنى أن الخطية جلبت الموت والفناء ولكن الله بواسطة عمل المسيح جعله شعباً عظيماً هو جسده (جسد المسيح هو شعبه).
(إصحاح 33) هنا نجد تناقضاً واضحاً أو فرقاً واضحاً بين موقف موسى القديس والشعب الساقط، نعرف منه نتيجة الخطية. فقد أقام موسى خيمته كخيمة اجتماع مصغرة خارج المحلة كأن الله لا يريد أن يقيم وسط هذا الشعب الخاطئ. هذه أكبر خسارة للشعب في مقابل تلذذه ببعض الرقصات الخليعة. وفي المقابل نجد أن موسى يكلم الرب وجهاً لوجه كما يكلم الرجل صاحبه. كانت هذه هي إرادة الله مع كل شعبه أولاد آدم ولكن كم هي بشعة الخطية.
ثم نجد طلب موسى أن يرى الله والله يقول له لا يراني الإنسان ويعيش لأن هناك خطية ولكن هناك طريقة أن يختبأ في الصخرة (المسيح) وهكذا حدث. فلن نرى مجد الله إلا بالمسيح ونحن ثابتين فيه "اثبتوا فيّ وأنا فيكم".
(إصحاح34) نجد هنا وجه موسى يلمع فقد رأي جزء من مجد الله. وهنا يثور سؤال هل كان هذا وضع آدم قبل السقوط؟ احتمال أكيد أن تكون الإجابة نعم فالله أيضاً كان يكلمه في الجنة.
في تلخيص لما سبق نجد أن الله أراد وكان يخطط لأن يحل وسط شعبه مجداً ونوراً وشركة لهم. ولكن الخطية منعت هذا بينما أن موسى لم يحرم من هذا المجد لقداسته.
(إصحاحات 35-40) هي إعادة لما سبق وصفه وشرحه في الإصحاحات السابقة التي وصفت بالإسهاب تفاصيل خيمة الاجتماع. ولكن لماذا التكرار؟ لا يوجد تكرار في الكتاب المقدس دونما داعٍ. وهنا كرر الوحي تفاصيل الخيمة كأنه يريد أن يقول أن خطة الله أن يسكن وسط شعبه مجداً لهم، لن تعوقها الخطية. وكل ما أراده الله في محبته للإنسان سيتحقق تماماً ولكننا نقف أمام آية واحدة "خذوا من عندكم تقدمة للرب كل من قلبه سموح فليأت بتقدمة الرب.." (5:35). إذاً قصد الله سيتم لو كرسنا القلب لله، لو أطعنا الله طاعة كاملة اختيارية هذا معنى كلمة سموح. أيضاً لو قدمنا المرائي لله (أنظر المرحضة). ومرة أخرى فموسى كممثل للمسيح نجده في (35-40) يؤدي ما يريده الآب بينما في (25-30) نرى إرادة الآب أن يحل وسط شعبه.
عدل سابقا من قبل فـ ـآندآم في الإثنين أبريل 28, 2008 12:32 am عدل 1 مرات
فـ ـآندآم المــــدير العـــام
عدد الرسائل : 468 العمر : 37 الموقع : Mr0Vandam.jeeran.com تاريخ التسجيل : 28/09/2007
موضوع: رد: † تفاسير الكتاب المقدس † العهد القديم † الإثنين أبريل 28, 2008 12:21 am
مقدمة تفسير سفر التكوين
المقدمة
كاتب الأسفار الخمسة هو موسي النبي 1. شهادة العهد القديم:- نسمع كثيراً "كلم الرب موسي" (خر 25: 1) في الأسفار الخمسة وفي باقي العهد القديم نسمع كثيراً " كما هو مكتوب في شريعة موسي رجل الله (عز 2:3) والله هو الذي أمر موسي أن يكتب كل هذا تذكاراً (خر 14:17) فالله أراد أن يذكر ويسجل كل أعماله مع شعبه. راجع (عز 2:3، 18:6 + نح 1:8 + دا 13:9 + مل4:4). 2. شهادة العهد الجديد:- نسب المسيح والرسل الشريعة والناموس لموسي (يو5: 46-47 وراجع أع 21:15 + رو 10: 5). 3. تثار أسئلة كيف كتب موسي وكيف عرف كل هذه المعلومات أ. الكتاب كله موحي به من الروح القدس الذي ساق أناس الله القديسون لكي يكتبوا ما كتبوه راجع، (2تي16:3 + 2بط 21:1). ب. أخبار الخلقة وأخبار الآباء تناقلت عبر رجال الله الأتقياء بدون تشويه عبر أجيال نحددها كالآتي، آدم – متوشالح – سام – إبراهيم – إسحق – لاوى – قهات – موسي. والأحداث هنا تم تناقلها شفوياً من جيل إلي جيل. ج. إذا كان الله قد أظهر لموسي مثال لخيمة الإجتماع علي الجبل ليصنع مثلها راجع (خر 40:25)، فهل لا نتصور أن الله لا يظهر كل الحق لموسي سواء بصورة أو برؤيا ليكتبه شهادة للأجيال وهذا الكلام سيبقي لآخر الأيام، في الوقت الذي يظهر له الله مثالاً لخيمة سينتهي إستخدامها بعد عدة مئات من السنين. د. موسي تهذب بكل حكمة المصريين (خر 10:2 + أع 21:7) فهو قادر علي الكتابة. ه. جاءت الأسفار الخمسة تضم كثير من الكلمات المصرية. صفنات فعنيح (تك 45:41) وأسنات (تك 45:41) وبعض اسماء المدن وإستخدم لكلمة كأس الكلمة المصرية طاس. وأورد عادات مصرية معروفة مثل عزل إخوة يوسف عن يوسف والمصريين علي المائدة (تك 32:43 + تك 34:46 + 22:47) والمعلومات الجغرافية الواردة صحيحة فهذا يقطع بأن كاتب هذه الأسفار عاش في مصر ويعرفها.
إسم السفر يدعي في العبرية "بي راشيت" وهي الكلمة الآولى في السفر وهي عبرية وتعني "في البدء" وتسميته التكوين فمترجمة عن السبعينية وتعني الأصل أو بداية الأمور وفي الإنجليزية Genesis ومنها Generate بمعني يلد أو يولد أو ينتج، “Generation” بمعني توليد أو نسل أو ذرية أو جيل أو نشوء. وهكذا جاءت نفس الكلمة في أول آية في أنجيل متي The book of the generation of Jesus وهي اليونانية BiBλOS ΓeυσEWς. والسفر يحوي فعلاً البدايات لكل شئ فهو يحوي بداية الخليقة وبداية الجنس البشري وبداية الزواج وبداية دخول الخطية والموت وبداية نشأة الأمم والحرف والفنون وإختراع مخترعات. وهو يحوي أيضا سلسلة الأنساب الأولى.
سمات السفر وغايته 1. كتب موسي وسجل تاريخ العالم في شئ من البساطة التي يفهمها الرجل العامي فهو ليس كتاباً علمياً، ولكن حين تعرض للعلم لم يخطئ. وكان أن إبتعد في كتاباته عن الخزعبلات التي إنتشرت في وقته وكانت في وقتها هي النظريات العلمية السائدة. هو نظر في أعمال الله ليظهر نفعها للبشر ويظهر الله كخالق ماهر يخلق كل هذه الطبيعة حتي يتمتع بني ادم بها، ولم ينظر إلي فلسفات أو نظريات علمية في طبيعة الخلقة. 2. كون أن الله خلق العالم فهذا يثبت أن العالم ليس أزلياً ولا أبدياً فله بداية وله نهاية. 3. يبرز هذا السفر أن الإنسان ليس مجرد خليقة وسط ملايين الكائنات لكن كائن فريد يحمل السمة الأرضية في الجسد والسماوية في الروح. وقد وهبه الله الإرادة الحرة دوناً عن باقي المخلوقات فالكواكب لها قوانين تسير عليها والحيوانات تسلك حسب غريزة طبيعيه. 4. يظهر السفر إعتزاز الله بنا فهو ينسب نفسه للبشر ويدعو نفسه " إله إبراهيم وإسحق ويعقوب… فهو يود أن يكون إلهاً خاصا بكل إبن له". بل هو أب للإنسان ولم يخلقه أسيراً ولا في ذل يتحكم فيه كيفما أراد، بل خلقه ليكون إبناً له، خلق لأجله المسكونة، وهيأ له الأمجاد الأبدية ليرفعه إلي حيث يوجد الله أبوه ليعيش الإنسان شريكاً في المجد، متنعماً بالأبوة الفائقة. إذن هو السفر الذي بدأ بشرح علاقة الله بنا. وشرح السفر أهمية الوصية الإلهية وخطورة مخالفتها. 5. فضح عدو الخير وأعلن خططه المهلكة وشهوته من جهة هلاك الإنسان. ووعد الله بالخلاص من هذا العدو، وفي نفس الوقت يظهر الله صداقته للإنسان، فيتمشي صوته عند هبوب ريح النهار علي الجنة ليلتقي بالإنسان الساقط، وفي الحقل يحاج قايين الخاطئ القاتل، "وعند ثورة بابل ينزل ليري ماذا يفعل الإنسان، ويقبل ضيافة إبراهيم مع ملاكيه" ويصارع مع يعقوب ليصلح شيئاً ما في داخله. ولنلاحظ أن السفر يظهر قدرة الله علي الخلقة ويظهر محبة الله للإنسان ولكن إعلان قدرته سهل فالسموات بجندها تحدث بمجد الله والفلك بمداراته يخبر بعمل يديه، أما محبة الله وحتي يظهرها للإنسان كلفته الكثير فقد خبر بها إبنه الوحيد المتجسد علي الصليب. إذاُ هناك صراع بين الله المحب الذي لا يريد أن يهلك أي أحد بل أن يخلص كل واحد وبين الشيطان الذي يتودد للإنسان بملذات العالم، وميدان الصراع هو الإنسان الذي خلقه الله حراً. بل هناك من قال أن الكتاب المقدس كله جاء ليكشف ما ورد في هذا السفر عن حديث الله للحية " أضع عداوة بينك وبين المرأة، وبين نسلك ونسلها هو يسحق رأسك وأنت تسحقين عقبه (15:3). فالكتاب المقدس يعلن الصراع المر بين عدو الخير والإنسان. 6. نجد أن الخطية قد أفسدت عيني الإنسان وأفقدته القدرة علي لقاء صديقه الأعظم الله. فكان الله قد خلق الإنسان بعد أن هيأ له خلال ملايين السنين أرضاً وسماء وبحراً هي جنة بالحقيقة، بل كان الله شريكاً للإنسان في عمله ورفيقاً له يكلم الإنسان ويريد مجده. وجاءت الخطية فأقامت حاجزاً كثيفاً بين الله والإنسان فعجز الإنسان عن أن يدخل في حوار مع الله وذلك للآتى:-
فـ ـآندآم المــــدير العـــام
عدد الرسائل : 468 العمر : 37 الموقع : Mr0Vandam.jeeran.com تاريخ التسجيل : 28/09/2007
موضوع: رد: † تفاسير الكتاب المقدس † العهد القديم † الإثنين أبريل 28, 2008 12:24 am
أ. لا شركة للنور مع الظلمة وقد إختار الإنسان طريق الظلمة أي الخطية.
ب. مع زيادة حجم الخطية إزداد سمك هذا الحاجز الكثيف، فنجد أن الله بعد سقوط آدم وقايين مباشرة يأتي ليكلمهم. ولكن نجد أن الإنسان بدأ يهرب من لقاء الله، فآدم مثلاً إختبأ من أمامه خائفاً أن يفتضح من نوره، كان آدم مثل من لا يستطيع ان ينظر في نور الشمس حتي لا تحترق عيناه وكمن يفضل أن يتستر بالظلام ليتداري شكله المزري.
ج. حَرصَ الله فى محبته أن يخفي نفسه عن الإنسان وكان هذا رد الله علي موسي حين طلب أن يري مجده (خر33) والسبب " لا يراني الإنسان ويعيش" فالله خاف علي موسي وعلي الإنسان أن يحترق ويموت عند رؤيته وهو نار ونور والخطية أضعفت طبيعة الإنسان مثل المرض حينما يفسد صحة إنسان. فكان إحتجاب الله يظهر محبته من ناحية حتي لا يهلك الإنسان ويظهر أيضا قداسته فلا شركة للنور مع الظلمة وقد إختار الإنسان طريق الظلمة، طريق الإنفصال.
د. لم يسكت الله علي هلاك الإنسان بل كان التجسد ليعيد الوحدة بين الله مع الإنسان ثم الصليب لتموت طبيعة الإنسان العتيقة ويأخذ طبيعة جديدة. وهذا شرحه الله في سفر التكوين حينما شرح الطريقة التي سترت آدم وهي الذبيحة ثم السلوك الحي حتي يتحقق عودة الصداقة بين الله والإنسان.
7. في عرض السفر لحياة الأباء البطاركة رأينا
أ. الله يعمل في أولاده طالما وجد فيهم بصيصاً من الإيمان (إبراهيم/ إسحق...).
ب. أبرز الله بطولاتهم الرائعة الإيمانية الحية.
ج. كشف الله عن ضعفاتهم ولم يضفي عليهم مسحة من العصمة من الخطأ وذلك:- 1-حتي لا نيأس إذا أخطانا، فقد أخطأ الآباء ولم يهلكوا. 2-حتي ندرك أنه ليس صالح ليس ولا واحد والكل محتاج للمسيح الصالح وحده.
د. رأينا في بركة الله لهم، ثمار الطاعة، هذه الطاعة التي كملت بطاعة المسيح.
ه. عناية الله بهم خلال حياتهم وصداقته لهم.
و. إستغل الله حياتهم وإستخدمهم كرموز ليشرح بهم خطته الخلاصية كما حدث في قصة إبراهيم مع إسحق وتقديمه له ذبيحة.
8. كشف السفر عن مفهوم البركة واللعنة، فالله الطيب الحنون الذي أعطانا نعمة الوجود وأسكننا في الجنة وخلقنا علي صورته، هو نفسه الله القدوس العادل الذي لا يترك الخطية بدون عقوبة.
البركة: عندما خلق الله الإنسان باركه بركة مجانية فهو لم يفعل شيئاً يستحق عليه البركة "وباركهم الله وقال أثمروا… (تك 28:1) " وأعطاهم بركة السلطة والسيادة. فأصبح الإنسان مثل الله علي الأرض أو نائباً له وسيداً لكل الخليقة. ثم بارك نوحاً وبنيه بعد الطوفان 9: 2،1 ثم بارك إبراهيم وإسحق ويعقوب (1:12-3) ورأينا البركة درجات 1- تكون مباركاً 2- تصير بركة بل رأينا البشر يباركون آخرين (تك 19:14) وإبراهيم بارك إسحق… إلخ وكان الله يعتمد هذه البركة. ومن أمثال هذا النوع بركة الوالدين لأبنائهم. وهناك بركة مجانية يعطيها الله، كما لآدم، وهناك بركة نتيجة عمل صالح كما بارك الله إبراهيم لتقديمه إبنه ذبيحة. وهناك بركة الإبن البكر هذا إذا حافظ علي بكوريته بلا عيب ولم يكن كعيسو مستبيحا لبكوريته. والبكر كان يعتبر رئيساً للأسرة وسيدها وهو الكاهن للأسرة، يأخذ نصيبين من الميراث. وكان من المفهوم أن البكر سيأتي منه المسيح، وهذه هي البركة الحقيقية للبكر. وكان الآباء يصارعون للحصول علي هذه البركة سواء من الله أو من إنسان، بل كانوا جوعي بركة " لا أطلقك حتي تباركني" بل يشتريها يعقوب من عيسو ويتحايل علي أبيه إسحق ليأخذها. ولا يهتم بأن يخلع فخذه بل المهم أنه قد أخذ بركة فسفر التكوين يعطينا فكرة عن البركة، أنها بركة علي أساس العلاقة التي تربط الإنسان بالله والعلاقة التي تربط الأب بأولاده والكاهن برعيته. فالله يريد أن يبارك كل ما هو لنا بل كل ما نلمسه يتبارك. لكن هذه البركة ممكن أن تفقد نتيجة الخطية ويأتي بدلها اللعنة.
واللعنة: شئ دخيل علي الأرض ودخيل علي الإنسان وهو نتيجة الخطية وتنقسم إلي:
أ. لعنة الحية: الحية أول كائن يلعن في الكتاب المقدس. والله لعنها دون أن يحاكمها وصارت تأكل التراب بعد أن كانت تأكل العشب. وهناك تأمل للقديس أغسطينوس فآدم من تراب وإلي تراب يعود فالحية تأكل الإنسان وإذا أراد الإنسان أن لا تأكله عليه أن لا يخطئ. وفي هذه اللعنة رأينا أول عداوة بين إنسان وحيوان بعد أن كان له سلطة علي كل الحيوانات. ومن يرفض الخطية تفشل الحية في أن تسحق عقبه. لذلك فلعنة الحية تضمنت عقوبة للإنسان وهي سحق عقبه.
ب. لعنة الأرض: حينما أخطأ آدم لم يلعنه الله بل قال ملعونة الأرض بسببك فصار الإنسان يتعب ليخرج الخير من الأرض. وصارت خيرات الأرض قليلة. والبركة معناها أن الأرض تعطي بلا تعب، وأدم كان في الجنة يعمل ولكن عمله كان بلذة ولما لعنت الأرض أخرجت شوكاً وحسكاً ولكن في الأصحاح الأول لا نسمع شيئاً عن الشوك وهذا الشوك حمله عني المسيح. (راجع تك12:4) أمثلة للعنة الأرض (الدودة/ الحر….) ولم يكن ممكناً أن يلعن الله أدم لسببين:-
1) عطية الله بلا ندامة: فالله بارك آدم والله لن يرجع في بركته وهذا ما حدث مع إسحق حينما بارك يعقوب ثم إكتشف الخدعة فقال نعم ويكون مباركاً (33:27).
2) سيأتي منه المسيح: لذلك إستبقي الله البركة مع آدم وعاقبه عقوبة جزئية.
ج. لعنة الإنسان: الله لعن قايين حينما قتل وطاردته اللعنة وهو خائف وليس من يطارد. ثم ظهرت لعنة الإفناء مثل الطوفان وسدوم وعمورة لأن الخطية تفشت حتي أنه قيل "فحزن الرب أنه عمل الإنسان" فالخطية تشعل غضب الله والعكس فإذا وجد إنسان بار يستبقي الله الحياة (نوح/ لوط…) وكذلك لعن كنعان من جده نوح.
9. أظهر سفر التكوين آثار الخطية
أ. الموت: أجرة الخطية موت والموت له أنواع:
1) موت أبدي: الهلاك الأبدي نتيجة الخطية. إنفصال أبدي عن الله.
2) موت جسدي: إنفصال الروح عن الجسد.
3) موت أدبي: فقدان الإنسان لكرامته ولصورة الله ومثاله.
4) موت روحي: إنفصال الروح عن الله.
ب. المرض: وله نوعان تعب الجسد وتعب النفس.
1) المرض الجسدي: بالتعب تأكل… بالوجع تلدين. وقبل الخطية لم يكن هناك مرض.
2) المرض النفسي: قلق وخوف. هذا ما جعل الإنسان يعمل الخطية في الظلام. والخوف ضعف في الشخصية وأما الإنسان الروحاني فلا يخاف. ومن الأمراض النفسية الكذب وتبرير الذات "المرأة التي أعطيتني… الحية هي السبب" ولم يقل أحد أخطات ولأن من آثار الخطية الخوف قيل في سفر الرؤيا أن الخائفون نصيبهم البحيرة المتقدة بالنار. ومن الأمراض النفسية الخجل بسبب الخطية. بل من الأمراض النفسية ما حدث لقايين وهى نوع من الهلوسة أو الشيزوفرنيا. هو صار هارباً من منظر هابيل المقتول.
ج. فسدت طبيعة الإنسان البسيطة فبعد أن كان لا يعرف سوي الخير أصبح يعرف الخير والشر. ولكن صارت له أيضا طبيعة عاصية متمردة ضد الخير. وصارت له شهوة للشر سببت له صراعاً نفسياً أليماً. كانت عينيه مقفلة أما الآن فمفتوحة (نش 12:4).
د. فقدان السلام: فقد الإنسان السلام بينه وبين الله وبينه وبين الإنسان وبينه وبين نفسه. وبينه وبين سائر الحيوانات التي صارت تؤذيه.
ه. اللعنة: وقد تحدثنا عنها. وتمردت الأرض علي الإنسان. لكن المشكلة أن الإنسان حزن لفقدان بركة الأرض ولم يحزن لأن الله حزين. عموماً الخطية أفقدت الإنسان البركة.
و. سمعنا عن العبودية: وصار كنعان عبداً لإخوته (تك 25:9) فالعبودية لعنة من الله كما أن السيادة بركة من الله.
ز. كانت هناك عقوبات عامة: الطوفان/ سدوم وعمورة/ بلبلة الألسنة التي ظهر فيها كراهية الله للكبرياء.
ح. عقوبة نقص العمر: فصار 120 سنة عوضاً عن ما يقرب من الـ1000 سنة لمتوشالح.
ط. عقوبة السبي والهزيمة: كما حدث لأهل سدوم وعمورة مع كدر لعومر.
ي. فقد الإنسان صورة الله.
10. سفر التكوين إستغرقت أحداثه 2369 سنة من آدم إلي يوسف بحسب الأسماء المذكورة وقد يكون هناك أسماء لم تذكر. وبدأ بأن خلق الله السماء والأرض وإنتهي نهاية محزنة بموت يوسف في أرض العبودية في مصر. هكذا شاء الله أن يحيا الإنسان وإختار الإنسان الموت "أنا إختطفت لي قضية الموت" القداس الغريغوري
السفر واللغة العلمية
يعيب البعض علي الكتاب المقدس وخاصة الأصحاح الأول من سفر التكوين أنه غير علمي ولا يتماشي مع أحدث نظريات العلم. ولكن نشكر الله علي ذلك للأسباب الآتية.
1. لو كتب السفر بلغة علمية لظل كتاباً مغلقاً لا يفهمه أحد لآلاف السنين.
2. وحتي اليوم لن يفهم أحد اللغة العلمية سوي قلة من العلماء.
3. لو كتب باللغة العلمية للقرن العشرين سيصبح بالياً في القرن الحادي والعشرين.
وكان ما كتب ليس الغرض منه العلم ولكن:-
1. الله يظهر بخليقته نوره وجلاله وعظمته.
2. أنه ظل يمهد للإنسان لآلاف الملايين من السنين، وحين يخلق الإنسان يجد الأرض والسموات كجنة. فالله يظهر محبته للإنسان كأب وأم يعدان كل شئ لمولودهما الجديد المنتظر.
3. الكتاب مكتوب بلغة بسيطة يفهمها كل الناس ويفرحون بها. ولكنه لا يخطئ علمياً.
فـ ـآندآم المــــدير العـــام
عدد الرسائل : 468 العمر : 37 الموقع : Mr0Vandam.jeeran.com تاريخ التسجيل : 28/09/2007
موضوع: رد: † تفاسير الكتاب المقدس † العهد القديم † الإثنين أبريل 28, 2008 12:30 am
بعون المسيح هنبتدى كل يوم بوضح تفسير لاصحاح يوميا ربنا يعيننى ان اقدر استمر فى وضع اكبر كميه ممكنه من تفاسير الاصحاحات وخصوصا العهد القديم لانه يعتبر صعب عند بعض الناس ولا يؤخذ بدون تفاسير لكثره الرموز والمعانى الروحيه بها التى لا نستطيع ان نأخذها بالعقل
elking2010 †+† مشرف سابق †+†
عدد الرسائل : 111 العمر : 39 تاريخ التسجيل : 22/09/2007
موضوع: رد: † تفاسير الكتاب المقدس † العهد القديم † الإثنين مايو 12, 2008 12:12 pm
عمل رائع فاندام الرب يكمل خدمتك ويعوض تعب محبتك
men@ elgm@l رئيس جمهورية نفسى
عدد الرسائل : 1848 الموقع : ab7non.jeeran.com العمل/الترفيه : كمبيوتر سينس تاريخ التسجيل : 19/09/2007
موضوع: رد: † تفاسير الكتاب المقدس † العهد القديم † الأربعاء يونيو 25, 2008 3:26 pm