وسمروه على الصليب
ياربي يسوع -أيها النجّار الماهر- إن نفسي مُخلخلَة، وفكري مُشتَّت، وحياتي مُهلهلَة... إنها محتاجة لمسمارك المقدّس لتثبيتها وتخلق منها نفسًا قوية، كما صنعت في حياة القديسين التائبين...
من أجل ذلك يا إلهي:
(أ) سَمِّر ذاتي: إن الجندي الروماني استمرّ في عمله حتى تأكَّد أن جسد الرب ثبت تمامًا على الصليب. وأنتِ يا نفسي ستظلي مُخلخلَة ومُضطرِبة ما دامت ذاتك لم تثبت على الصليب. هذه الذات المتمردة هي العدو اللدود، هي الذات التي جعلت آدم يحسب ذاته مثل الله حتى طُرد من الجنة، الذات المتكبرة التي طردت نبوخذ نصر من إنسانيته. الذات المُحِبّة للمديح، والمُحِبّة للسيطرة، المُحِبّة للظهور، المُحِبّة للمراكز...
ربي يسوع: سَمِّر ذاتي معك علي الصليب لكي أقول "مع المسيح صُلِبت – مع المسيح سُمِّرت" سَمِّر كرامتي، سَمِّر الأنا، سَمِّر محبة المديح، سَمِّر محبة الظهور، سَمِّر محبة السيطرة...
(ب) سَمِّر إرادتي: إلهي يسوع: إن المسمار في جسدك يعني اللاحركة، يعني أنك أسلمت ذاتك للإنسان الذي يقيِّدك بلا حركة على الصليب، وقلبك يقول "أيها الآب لتكُن لا إرادتي بل إرادتك" ... "ليس لأحد سلطان عليّ، إن لم يكُن قد أُعطي من فوق"(يو11:19).
ربي يسوع: أريد أن تذوب إرادتي في إرادتك وأؤمن أن كل الأمور تعمل معًا للخير، وأثق أن ليس لأحد سلطان عليّ إن لم يكُن قد أُعطي من فوق. أعطني أن أؤمن بعُمق أن شعور رأسي مُحصَاة أمامك. أعطني أن أَخضع لإرادتك لا إرادتي وأقول كل يوم "أبانا الذي في السموات ... لتكُن مشيئتك". والتسليم لإرادة الله يعني احتمال الألم والمرض بدون تذمُّر، متأكِّدًا أن المرض ليس له سلطان عليّ أكثر من تسمير رجلي ويدي، ولكن روحي ستظل قويّة وحيّة بالمسيح.
أيها العالم كله، اعلم أنه ليس لك سلطان عليّ أكثر من تسمير يدي ورجلي.
[عن كتاب (تأملات تحت أقدام الصليب-
للمتنيِّح القمص بيشوي كامل)]