بسم الثالوث القدوس
عاش هذا القديس في حياة نسكية عجيبة فقد أحب السكون؛ يداوم على الصلوات ليلاً ونهارًا، فاُنتخب أسقفًا على مدينة مرعش. كان الأب المملوء حبًا، يرعى شعب الله باستقامة. إذ جحد دقلديانوس الإيمان أرسل أميرًا إلى مرعش لتعذيب المسيحيين، فاستدعى أولاً القديس توما بكونه أسقف المدينة، وعرض عليه جحد الإيمان والتبخير للأوثان فلم يقبل بل أعلن إيمانه بسيده المسيح وجحده للأوثان. سقط القديس تحت عذابات كثيرة، فكان يحتملها بفرح. ألقاه الأمير في سجن مهجور، وكان بين الحين والآخر يستدعيه ليبتر عضوًا من جسمه، فقد قطع أذنيه وأنفه وشفتيه وقدميه، ثم تركه في السجن المهجور، وظن الكل أنه مات. بقيّ على هذا الحال 22 عامًا، وكان شعبه يقيم تذكارًا سنويًا له، حاسبين أنه قد تنيح. وكانت سيدة مؤمنة تأتيه ليلاً وترمي له من طاقة صغيرة ما يقتات به، وقد بقي على هذا الحال حتى ملك قسطنطين الملك، وأمر بإطلاق المؤمنين من السجون، فأخبرت السيدة بأمره. حضر الكهنة مع الشعب وأخرجوه بكرامة عظيمة. حضر مجمع نيقية، وتبارك الملك قسطنطين منه. وقد عاش في الأسقفية أكثر من أربعين عامًا حتى رقد في الرب.