فـى فـرنـسـا
أولاً: يتناول هذا الفصل ما يأتى:
ـ امتياز "على مبارك" بالجد والاجتهاد والخلق الفاضل، جعل الدولة ترشحه للسفر إلى أوروبا ضمن بعثة علمية لفرنسا.
ـ وكان ناظر المدرسة ومعلموها يعرفون كفاءته فحاولوا إثناءه عن السفر بإغرائه بالوظيفة والمرتب، ولكنه فضل الاستزادة من العلم وفى السفر حياة جديدة وربح كثير، وسافر مع البعثة الذين فتحت لهم مدرسة خاصة بهم وترك لأسرته نصف راتبه.
ـ وقد صادفته مشكلة اللغة فهو لا يعرف الفرنسية، وبخل بعض أعضاء البعثة ممن يعرفون الفرنسية بتعليم من لا يعرفها حتى لا يتفوقوا عليهم، وكادت البعثة تضيع على هؤلاء الذين لا يعرفون الفرنسية ولكن "على مبارك" لا يعرف اليأس فبدأ يعلم نفسه عن طريق كتب الأطفال حتى استظهر هذه اللغة.
ـ وجاء الامتحان بعد ثلاثة أشهر فكان أول المبعوثين ونال جائزة التفوق التى خصصت للمتفوقين، وبعد إتمام الدراسة أختير مع زميلين لدراسة المدفعية والهندسة الحربية بفرنسا ومنح رتبة "الملازم الثانى" وفى خلال سنتين أجاد الثلاثة ما كلفوا به إجادةً تامةً ثم التحقوا بفرقة المهندسين فى الجيش.
ـ وكان (إبراهيم باشا) قد وضع برنامجًا علميا لهؤلاء المبعوثين ليتزودوا من معارف أوروبا ولكن المنية عاجلته فلم تتم فرحة على مبارك؛ لأن (عباسًا الأول) أمر أن يعود هو وزملاؤه فعاد وعين برتبة "اليوزباشى" الأول مدرسًا فى مدرسة (طرة)، ثم تزوج من ابنة أستاذه فى الرسم بمدرسة "أبى زعبل" وفاءً لأبيها وعرفانًا بفضله.
ـ ثم أراد أن يزور أهله حيث لم يرهم مدة أربع عشرة سنةً؛ وانتظر حتى يسافر مع (سليمان باشا) فى مهمة رسمية حتى يأخذ مرتبه كاملاً ولا يخصم نصفه لو سافر وحده وبعد أن أدى المهمة وهى رسم البحيرة والسواحل استأذن وذهب إلى بلدته ليلاً، ولم يجد والده الذى كان قد سافر لزيارته فى مصر واستقبلته والدته بالعناق والزغاريد وأولمت لأهل البلد وليمةً، بعد أن دفع لها مصاريفها وأقام عندهم يومين ولما رجع إلى القاهرة سافر إلى الإسكندرية مع مجموعة من المسئولين ثم فوجئ باستدعائه إلى القاهرة حالاً من "عباس باشا".