لكل إنسان هواية يحبها ويفضلها على غيرها، ومقياس هذه الهواية النافعة، أن تجلب له الخير، وتعمق معارفه، وتهذب سلوكياته، وتنمى عقله، وتثرى أفكاره، وتنفع مجتمعه.
ويرى العقاد أن القراءة هى التى تحقق له ذلك لأنها تعطيه أكثر من حياة فى هذه الدنيا.
كما يرى أن التقاء الأفكار والعواطف من خلال القراءة يزيد من قوتها وعمقها واتساعها، ويضرب لذلك مثلا من الحس، ومثلاً من العاطفة، وقد تختلف الموضوعات أثناء القراءة، ولكنها ترتد إلى الأصل، وتجتمع فى مادة الحياة، وكأنها جداول تنبع من ينبوع واحد، وتعود إليه.
ويفضل العقاد كتب فلسفة الدين، وكتب الشعر، وكل هذه الكتب لا تغنى عن تجارب الحياة لأننا نحتاج إلى مقدار من التجربة لكى نفهم، كما أن التجارب لا تغنى عن الكتب، لأن فى الكتب تجارب آلاف السنين، فكل منهما يكمل الآخر.
ويرى العقاد أن الكتب العلمية تعلمنا: الضبط والدقة، وتمدنا بالمعارف والمعلومات، وأن الكتب الأدبية : توسع دائرة العواطف والشعور، وتكشف لنا عن الحياة وتذوق الجمال، وأن الكتب الفلسفية : تعمق البصيرة وروح البحث والاستقصاء، وتكشف المجهول.
ومقياس الكتاب المفيد فى رأى العقاد: هو ما يزيد معارفنا، وقدراتنا على الإدراك والعمل، وينمى فى نفوسنا التذوق للحياة والاستمتاع بجمالها.
وينصح العقاد القارئ ألا يكره نفسه على القراءة، وأن يترك الكتاب فى اللحظة التى يشعر فيها بالملل، ونعتقد أن الإنسان محتاج إلى الصبر والمعاناة ليستفيد، كما ينصح العقاد أن نقرأ فى الموضوع الواحد أقوال كتاب كثيرين، لأن الفكرة الواحدة إذا تناولها ألف كتاب أصبحت ألف فكرة.