"أين التسعة" "أليس العشرة قد طهروا، فأين التسعة؟ ألم يوجد مَنْ يرجع ليعطى مجداً لله غير هذا الغريب الجنس؟"
(لو17: 17،18) ؟
يذكر لنا إنجيل لوقا 17 معجزة تطهير الرب يسوع لعشرة رجال بُرص؛ تسعة منهم كانوا يهوداً، وواحد كان سامرياً. هؤلاء جميعاً وقفوا من بعيد صارخين "يا يسوع يا معلم ارحمنا". ولقد أمرهم الرب أن يذهبوا ليروا أنفسهم للكهنة. فأطاعوا أمر الرب "وفيما هم منطلقون طهروا. فواحد منهم لما رأى أنه شُفى، رجع يمجد الله بصوت عظيم، وخرّ على وجهه عند رجليه شاكراً له".
في هذه القصة نجد أن العشرة اتفقوا معاً في ستة أشياء، لكنهم اختلفوا في الأمر السابع:
1 - كان لهم جميعاً نفس المرض وهو البرص. وهكذا بالنسبة لنا "إذ الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله" (رو 3: 23 ) .
2 - جميعهم "وقفوا من بعيد"، وهذا تصوير لِما فعلته الخطية فينا جميعاً "آثامكم صارت فاصلة بينكم وبين إلهكم" (إش 59: 2 )
3 - والجميع اشتركوا في نفس الصرخة "ارحمنا" وهى صرخة تعبر عن الحاجة الشديدة، والعجز الكامل.
4 - والجميع اتجهوا لنفس الشخص "يسوع" وذلك لأنه "ليس بأحد غيره الخلاص" (أع 4: 12 ) .
5 - والجميع تلقى من المسيح نفس الأمر "اذهبوا". الأمر الذي يتضمن وجود الإيمان ويتطلب الطاعة. وهذه هي "إطاعة الإيمان".
6 - فكانت النتيجة أن الجميع حصل على نفس البركة "طهروا". وهو ما يرمز إلى خلاصنا العجيب، حيث طهر الله بالإيمان قلوبنا، وصنع المسيح تطهيراً لخطايانا (أع 15: 9 ،عب1: 3).
لكنهم بعد أن اشتركوا معاً جميعاً في هذه الأمور الستة، فإن واحداً فقط رجع وسجد. فجاء سؤال المسيح في رأس هذا المقال "أليس العشرة قد طهروا، فأين التسعة".
لقد فرح هؤلاء التسعة بخلاص الرب، لكن السامري فرح بإله خلاصه (حب 3: 18 ) ولازال سؤال الرب هذا يتردد حتى اليوم "أين التسعة؟". ألم يخلصك الرب أنت أيضاً أيها القارئ العزيز؟ فلماذا لم ترجع لتعطى المجد لله؟
في مزمور 107 يذكر المرنم أربع صور للإنقاذ الإلهي، ويختم كل فقرة بعبارة "فليحمدوا الرب... وليذبحوا ذبائح الحمد، وليرفعوه... وليسبحوه في مجلس المشايخ".
ليت هذه تكون حالتنا.